في الصين، تجد الطائرات المسيرة أو الدرون تجوب في أنحاء المدن حيث تستخدم في مراقبة الأمن ومكافحة الحرائق والإغاثة من الكوارث وحتى توصيل الطعام، ورش المبيدات الحشرية على الأراضي الزراعية، وأيضًا في الجيش، فكيف تستفيد الدولة من تطورها في ذلك المجال؟ وكيف تشكل تهديدًا للولايات المتحدة وتايوان؟
هيمنة عالمية
تهيمن الصين على مبيعات الطائرات المسيرة التجارية في الولايات المتحدة وأنحاء كثيرة من العالم بقيادة شركة "دي جيه آي" DJI -يشبهها البعض بالتكنولوجية "هواوي"- التي تزعم استحواذها على 70% من السوق العالمية.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
تكلفة أقل وكفاءة عالية
تعد شنتشن موطنًا لشركة "دي جيه آي" -أكبر مصنع للطائرات التجارية المسيرة في العالم من حيث المبيعات- بالإضافة للآلاف من موردي قطع الغيار، ما جعل إنتاج الدرون الصينية بها أقل تكلفة وأعلى كفاءة، وفي نهاية 2024، بلغ عدد الطائرات المسيرة المسجلة لدى إدارة الطيران المدني الصينية ما يقرب من 2.2 مليون طائرة.
البحث والتطوير
ليس الإنتاج فحسب، بل تسيطر الصين أيضًا على البحث والتطوير حيث مثلت 79% من براءات الاختراع للطائرات المسيرة المعتمدة عالميًا في 2024، وفقًا لتقرير صادر عن شركة المحاماة البريطانية "ماثيس آند سكوير"، وقدمت "دي جيه آي" وحدها 64 من أصل 7890 براءة اختراع.
الاستفادة من التطور
وذلك بعدما قدمت الحكومة الصينية على مدار سنوات الدعم القوي لتصنيع الدرون سواء في شكل إعفاءات ضريبية أو إعانات، والآن تحاول استخدام تلك الدرون في قطاعات أخرى في الاقتصاد، وجعلها محركًا للنمو وتعمل على تنمية ما يسمى باقتصاد الارتفاعات المنخفضة في إشارة للنشاط في المجال الجوي على ارتفاع أقل من ألف متر فوق سطح الأرض.
جذب عملاء جدد
على الرغم من أن الحكومة والجيش حفزا الطلب حتى الآن إلا أن الشركات المصنعة للدرون تسعى لجذب عملاء تجاريين، وأوضح "لي تشي تشاو" مدير التسويق لدى شركة "هاروار" التي تطور الطائرات المسيرة التي تستخدم في المدارس وفي مكافحة الحرائق: لقد انتقل اقتصاد الارتفاعات المنخفضة تدريجيًا إلى مرحلة التطبيق الناضج، ويظهر إمكانات سوقية هائلة.
نمو حجم السوق
تتوقع إدارة الطيران المدني الصينية نمو حجم سوق ذلك الاقتصاد -الذي يشمل ابتكارات أخرى مثل السيارات الطائرات- خمسة أضعاف حتى يصل إلى 3.5 تريليون يوان (490 مليار دولار) بحلول 2035.
مخاوف أمريكية
قبل إعلان واشنطن وبكين عن الاتفاق بشأن التجارة على ما تم خلال محادثات جنيف، أفادت تقارير بأن البيت الأبيض يعمل على الانتهاء من إصدار أوامر تنفيذية بشأن الطائرات المسيرة وهو ما قد يمنع الشركات الصينية من بيع نماذج جديدة للسوق الأمريكية، كما تدعو الحكومة للاستثمار في صناعة الدرون المحلية الأمريكية والتي تكافح لمنافسة نظيرتها الصينية المهيمنة.
الأمن القومي
لطالما كانت شعبية الطيارات بدون طيار الصينية الصنع في الولايات المتحدة مصدر قلق للأمن القومي، ويسعى بعض السياسيين لحظرها تمامًا، وترى جماعات الضغط في الولايات المتحدة أن شركات الدرون المحلية حسنت تقنياتها سريعًا، ويمكنها تقديم كل ما تقدمه الشركات الصينية.
تحديات
لكن تواجه الشركات الأمريكية صعوبات في المنافسة، وبالفعل نجحت شركات صينية في إخراج بعض المصنعين الأمريكيين من السوق بطائراتهم المسيرة الأقل سعرًا لكن العالية من حيث الكفاءة والتي تباع لمستخدمين بداية من الهواة المبتدئين إلى فرق البحث والإنقاذ المحترفين.
جهود أمريكية لمواجهة الهيمنة الصينية | ||
النقطة |
| التوضيح |
حظر عام 2018 |
|
حظرت وزارة الدفاع الأمريكية استخدام الجيش للطائرات المسيرة الصينية عام 2018، ما قدم طوق النجاة للشركات الأمريكية من خلال الحد من المنافسة على العقود العسكرية.
ورغم ذلك تساعد درون "دي جيه آي" وكالات إنفاذ القانون وفرق الإنقاذ الجبلية في البحث عن المتنزهين المفقودين وشركات التأمين في تقييم الفيضانات.
|
جهود الولايات |
|
حظرت بعض الولايات بما في ذلك فلوريدا وميسيسيبي وتينيسي بيع بعض الطائرات المسيرة الصينية لوكالات الشرطة.
وفي ديسمبر 2024 أمر الكونجرس وكالة أمن قومي بإجراء مراجعة لشركتي "دي جيه آي" DJI و"أوتيل" Autel لتحديد ما إذا كانت تقنيتهما تشكل خطرًا غير مقبول على الأمن القومي.
وفي حال لم يتم إنجاز تلك المراجعة في غضون عام واحد، فسيتم منع الشركتين تلقائيًا من الحصول على تراخيص للإصدارات الجديدة من أجهزة الإرسال اللاسلكية الخاصة بهما من لجنة الاتصالات الفيدرالية، ما يجعل من غير القانوني بيعها في الولايات المتحدة.
|
الاعتماد على تايوان |
|
في تايوان، يأمل المسؤولون أن تصبح جزيرتهم لاعبًا في سلسلة توريد الدرون للولايات المتحدة والدول الحليفة، وذلك على غرار نجاح تايوان في إنتاج أشباه الموصلات المتقدمة، وهو أمر ترغب فيه الولايات المتحدة أيضًا للاستفادة من القوة التصنيعية في تايوان وتقليل اعتمادها على الصين.
لكن حتى ذلك الحل أمامه عقبات، إذ يخشى صانعو السياسات في أمريكا من الاعتماد المفرط على تايوان، لأنه إذا تعرضت لحصار أو هجوم صيني، فقد يفقد مصنعو الطائرات بدون طيار الأمريكيون تدفقات المكونات الحيوية.
|
الخلاصة
تهيمن الصين بقدراتها الصناعية على مجال الطائرات المسيرة ومع سعيها للاستفادة ودعم اقتصادها من خلال ذلك التطور، إلا أنها تشكل أيضًا تهديدًا للولايات المتحدة ومساعيها لتعزيز صناعتها المحلية، وقد تستخدم كورقة رابحة حال تجدد التوترات التجارية بين البلدين.
المصادر: واشنطن بوست – فاينانشال تايمز – نيويورك تايمز – تشاينا دايلي
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" ارقام "
أخبار متعلقة :