لم تعد كرة القدم كما كانت، فبينما لا تزال الجماهير تهتف للمدربين والنجوم، تتحرك في الكواليس ثورة رقمية هادئة يقودها الذكاء الاصطناعي، فهل سيكون مدرب المستقبل برنامجاً حاسوبياً؟ وهل يمكن للخوارزميات أن تتفوق على موهبة المدرب؟
التحول الجاري
- قال خبير البيانات البريطاني "إيان جراهام": "لم يعد المدرب التقليدي هو صاحب القرار المطلق في الأندية الكبرى، الذكاء الاصطناعي والبيانات أصبحا جزءًا من عملية اتخاذ القرار، خاصة في أندية مثل ليفربول وبرايتون، مما غير طريقة التفكير في الأداء والتكتيك والصفقات".
للاطلاع على المزيد من المواضيع الرياضية
مقاومة التغيير
- وأوضح "جراهام"، الذي شغل منصب مدير قسم الأبحاث في نادي ليفربول، أنه رغم توفر أدوات التحليل الحديثة، لا تزال غالبية أندية الدوري الإنجليزي الممتاز تتعامل مع البيانات بقدر من التردد، في ظل الخوف من الفشل، ما يدفع الكثيرين للتمسك بالنهج السائد بدلًا من خوض تجربة جديدة.
النجم القادم
- تدخل تقنيات الذكاء الاصطناعي مرحلة جديدة في عالم كرة القدم، مع أنظمة مثل تلك التي طورتها شركة "آي بول" والتي تتابع أداء ما يقارب 180 ألف لاعب شاب في 28 دولة، وتعتمد هذه الأنظمة على تحليل البيانات لاكتشاف المواهب الشابة التي تطابق خصائص نجوم اللعبة الحاليين.
إمكانيات الغد
- رغم أن نتائج هذه التكنولوجيا لا يمكن قياسها بشكل نهائي بعد، إلا أن عدداً من الأندية الكبرى – بما في ذلك 13 نادياً في الدوري الإنجليزي – بدأ باستخدامها فعلاً، حيث تعتمد على كاميرا ترصد تفاصيل دقيقة من مباريات الشباب التي تتراوح أعمارها بين 12 و23 عامًا في أندية الهواة، مثل التسارع وعدد الركضات السريعة والانعطافات الحادة، لتكوين صورة كاملة عن إمكانيات اللاعب.
عالم الاحتراف
- بعض اللاعبين الذين تم اكتشافهم بهذه الطريقة بدأوا بالفعل في دخول عالم الاحتراف، من بينهم لاعب الوسط الإيفواري "عبدولاي كانتي" (18 عامًا) الذي انضم إلى نادي "تروا" في دوري الدرجة الثانية الفرنسي، والجناح النرويجي "دانييل سكاروود" (17 عامًا) الذي التحق بأكاديمية "أياكس"، والمدافع "أساني ويدراوجو" (19 عامًا) الذي انتقل إلى نادي "شارلوت" في الدوري الأمريكي.
طفرة تاريخية
- بقيادة "جراهام"، أوصى فريق التحليل في ليفربول بـ"ساديو ماني" بدلًا من "ماريو جوتزه"، رغم تفضيل "كلوب" للأخير، وفي 2017، حين اختار "يوليان براندت"، دعمت البيانات التعاقد مع "محمد صلاح"، ما أقنع النادي بإتمام صفقة أصبحت من الأنجح في تاريخه.
مدرب أم حاسوب؟
- يحذر "جراهام" من الرهان المطلق على المدرب بوصفه العقل المدبر الوحيد داخل النادي، فعدد المدربين القادرين على إحداث فارق حقيقي محدود للغاية، كما أن الاعتماد الكلي على رؤيتهم يُشبه وضع كل البيض في سلة واحدة، وهي سلة قد لا تحتمل الصدمات.
محدودية بشرية
- استدل الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات الرياضية "لودونوتكس" بحالات الإخفاق في التعاقدات، حيث تفشل الصفقات كثيرًا عندما تُبنى على الحدس الفردي لا على تحليل متكامل، ففي ظل ضغط المباريات والمهام الفنية، لا يملك المدرب الوقت ولا الموارد لتحليل سوق الانتقالات بعمق.
أداة تنبؤية
- من أكثر تطبيقات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إثارة، القدرة على توقع أداء لاعب في نادٍ جديد قبل انتقاله، بناء على خصائص الفريق الجديد واللاعب معًا، مما يخفف من فشل الصفقات.
العامل الذهني
- أصعب ما يمكن قياسه هو الحالة النفسية للاعب، لكن الذكاء الاصطناعي قادر على تحليل تعبيرات الوجه ولغة الجسد وحتى منشورات التواصل الاجتماعي، رغم وجود مخاوف أخلاقية من ذلك.
المصادر: أرقام – فاينانشال تايمز – ذا جارديان – سكاي سبورتس
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" ارقام "
0 تعليق