في مشهد أثار استياءً واسعًا داخل الأوساط الجامعية والرأي العام، تحول حفل تخرج طلاب كلية التجارة جامعة أسيوط دفعة 2025 إلى نموذج فجّ للعبث باسم المؤسسة الأكاديمية، بعدما شهد مظاهر لا تمتّ للتقاليد الجامعية بصلة.
حفلات تخرج تجارة جامعة أسيوط تخرج عن السيطرة
من رقص شعبي مختلط، إلى تكريمات تفتقر لأي لياقة أكاديمية، أبرزها ما عُرف بـ"عنقود المال" الذي يُستخدم عادة في الأفراح الشعبية، خرج الحفل عن كل الأطر التنظيمية والتعليمية، وسط غياب كامل من إدارة الكلية، التي اكتفت بالصمت، رغم وقوع المخالفة الصريحة باسمها.
حيث أُقيم الحفل داخل قاعة أفراح شهيرة في محافظة أسيوط، دون أي إشراف من الكلية مع حضور عدد من أعضاء هيئة التدريس، بالمخالفة لقرار رسمي سابق من جامعة أسيوط ووزارة التعليم العالي بعدم إقامة أي حفلات تخرج خارج الحرم الجامعي أو استخدام اسم الجامعة دون موافقة رسمية.
وبدلًا من تنظيم يليق بمكانة المؤسسة الجامعية، تحوّل الحفل إلى استعراض شعبي، تصدّره "عنقود المال" الذي علّقه الأهالي على أعناق بعض الطلاب، ومظاهر رقص مختلطة أمام عدسات الهواتف، الأمر الذي سرعان ما تحوّل إلى مادة ساخرة في مواقع التواصل.
الواقعة أعادت للأذهان التحذيرات المتكررة التي أصدرتها جامعة أسيوط، والتي أكدت خلالها أن الجامعة غير مسؤولة عن أي حفلات تُقام خارج الحرم، محذرة من استخدام اسم الجامعة دون إذن كتابي.
لكن الواضح أن التحذيرات بقيت حبيسة الورق، ولم تتبعها آليات ردع أو مراقبة حقيقية. فقد غابت إدارة كلية التجارة تمامًا عن مراقبة ما يُنظم باسمها، في تجاهل يطرح تساؤلات عن دور عمادة الكلية واتحاد الطلاب في ضبط هذه الأنشطة.
وفي غياب الدعم والتنسيق، تتحول حفلات التخرج من لحظة أكاديمية إلى استعراضات ترفيهية بلا ضابط، وهو ما ينعكس على صورة الجامعات في المجتمع، ويُفرغ الشهادة من رمزيتها.
رئيس جامعة أسيوط يؤكد على عدم إقامة حفلات التخرج خارج الحرم الجامعي
وقد عقد مجلس جامعة أسيوط اجتماعه الدوري مساء يوم الأحد 29 يونيو 2025، برئاسة الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس الجامعة، وبحضور نواب رئيس الجامعة، وعمداء الكليات، وأمين عام الجامعة، ومستشاري رئيس الجامعة، لمناقشة عدد من الموضوعات المتعلقة بالعملية التعليمية والبحثية والخدمية.
وأكد رئيس جامعة أسيوط، على ضرورة التزام اتحادات طلاب الكليات بعدم تنظيم أو إقامة أي حفلات خارج نطاق الحرم الجامعي، مع الالتزام الكامل بقرارات المجلس الأعلى للجامعات بشأن تنظيم حفلات التخرج، والتي تنص على قصر إقامة تلك الحفلات والفعاليات الطلابية داخل الحرم الجامعي والمنشآت التابعة للجامعة فقط، مؤكدا أن تنظيم حفلات التخرج لا يتم إلا بعد اعتماد مجلس الجامعة رسميًا لنتائج الخريجين، ووفقًا للوائح والإجراءات المنظمة.
وكانت قد أعلنت جامعة أسيوط العام الماضي، عدم مسئوليتها عن آية حفلات تخرج أو أنشطة يتم تنظيمها خارج أسوار الجامعة وبغير موافقة الجامعة.
وأكدت جامعة أسيوط أنها مسئولة فقط عن حفلات التخرج التي تنظمها الكليات داخل أسوار الجامعة تحت رعاية وتنظيم أعضاء هيئة التدريس والعاملين بإدارة رعاية الشباب جامعة أسيوط.
وتحذر جامعة سيوط من استخدام أي كيانات لأسم جامعة أسيوط في أي حفلات أو أنشطة تحمل اسم جامعة أسيوط بدون موافقة كتابية من الجامعة، كما تناشد الجامعة أبنائها الطلاب بعدم الانسياق لأي حفلات أو أنشطة يتم تنظيمها خارج الجامعة.
تحقيقات عاجلة حول المخالفات في بعض حفلات التخرج
في أغسطس الماضي، كان وزير التعليم العالي الدكتور أيمن عاشور قد وجّه بإجراء تحقيقات عاجلة في وقائع مشابهة، وشدّد على محاسبة كل من شارك أو تغاضى عن التجاوزات، سواء من الطلاب أو الموظفين أو أعضاء هيئة التدريس.
وأكد الدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات، تشكيل لجنة من المجلس الأعلى للجامعات سوف تعرض نتائج أعمالها في اجتماع المجلس الأعلى للجامعات القادم، بشأن تطبيق الآليات التنفيذية التي تحقق الحفاظ على الأعراف والتقاليد الجامعية وتصون هيبة الجامعات وصورتها في المجتمع.
كما يناقش المجلس الأعلى للجامعات في اجتماعه القادم، آليات تنفيذ القانون من خلال الجهات المعنية بالدولة تجاه كل من يستخدم اسم الجامعات أو الكليات في تنظيم حفلات تخرج خارج أسوار الجامعة مستغلا أسماء الجامعات والكليات المختلفة.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" كشكول "
أخبار متعلقة :