شهد طريق كفر الغاب الوسطاني عند عزبة 8 التابعة لمركز كفر سعد، حادثًا أليمًا راح ضحيته رجل مسن يدعى الحاج رأفت غالي، وذلك إثر اصطدام سيارة مسرعة به أثناء سيره على جانب الطريق، مما أدى إلى وفاته في الحال.

وقع الحادث صباح اليوم، عندما كان الحاج رأفت، وهو من أبناء المنطقة المعروفين، في طريقه لقضاء بعض حوائجه اليومية كعادته، قبل أن تباغته سيارة نقل صغيرة كانت تسير بسرعة زائدة، وفقًا لروايات شهود عيان.

وبالرغم من محاولات السائق لتفادي الاصطدام، إلا أن الفقيد لم يتمكن من الابتعاد في الوقت المناسب، ووقع الحادث أمام أعين الأهالي الذين هرعوا لمساعدته، لكن القدر كان أسرع.

وعلى الفور، انتقلت قوات الأمن من مركز شرطة كفر سعد إلى مكان الحادث، وتم الدفع بسيارة إسعاف، إلا أن الفقيد كان قد فارق الحياة متأثرًا بإصابات شديدة في الرأس والصدر.

تم نقل جثمانه إلى مشرحة مستشفى كفر سعد المركزي، وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، فيما تم التحفظ على السيارة المتسببة في الحادث، وجارٍ الاستماع لأقوال السائق.

الحادث أثار حالة من الحزن العارم بين أبناء عزبة 8 والمناطق المجاورة، إذ يُعد الحاج رأفت من الشخصيات الطيبة والمحبوبة في محيطه، وكان معروفًا بالتقوى والبساطة، وقضى حياته في خدمة عائلته وجيرانه، بعيدًا عن الأضواء.

وقال أحد جيرانه: "الحاج رأفت كان من الناس الطيبين اللي ما بنسمعش عنهم غير كل خير.. كان بيحب يساعد الناس ويمشي في حاله، وحياته كلها كانت بركة ورضا."

وتُعد هذه الحادثة واحدة من بين العديد من الحوادث المؤلمة التي يشهدها هذا الطريق الضيق والمتهالك، والذي يفتقر إلى أبسط وسائل الأمان، مثل الإنارة الكافية، العلامات الإرشادية، ومطبات تهدئة السرعة، رغم كونه طريقًا حيويًا يربط بين قرى كفر سعد وعدد من المراكز المجاورة.

ويطالب الأهالي منذ سنوات الجهات المسؤولة بإعادة تأهيل الطريق وتكثيف الرقابة المرورية عليه، لكن دون استجابة تُذكر.

من جانبهم، طالب عدد من الأهالي بتثبيت كاميرات مراقبة أو إنشاء مطبات صناعية في النقاط الخطرة للحد من السرعة الزائدة، مؤكدين أن الاستهتار بأرواح المواطنين أصبح أمرًا لا يمكن السكوت عليه.

كما دعو السائقين إلى التزام الحذر خاصة عند المرور من القرى والمناطق السكنية.

وفي الوقت الذي يستعد فيه أهل الفقيد لتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير، لا تزال تساؤلات كثيرة تُطرح حول مدى فاعلية الإجراءات المتخذة للحد من مثل هذه الحوادث، التي تخطف أرواحًا بريئة كل يوم.