بقلم ✍️ تسنيم عمار (باحث ماجستير، نائب مدير المشروعات بالمنظمة العالمية لخريجي الأزهر) يُعد القلق الإداري من العوامل المؤثرة بشكل مباشر على أداء الفريق واستقراره في ظل بيئة العمل الديناميكية والتحديات المتزايدة، يصبح من الضروري للمدراء في المستويات الإدارية المتوسطة والعليا التعرف مبكرًا على إشارات القلق الإداري ومعالجتها بأساليب فعالة. العلامة الأولى: انخفاض التواصل الفعال؛ حيث تعتبر قلة التواصل أو انخفاض جودته من أبرز مؤشرات القلق الإداري، حيث يشعر الموظفون بعدم الأمان أو عدم وضوح الرؤية في التوجيهات. المشكلة تنشأ عندما يفشل المدير في نقل الرسائل بشكل واضح، مما يؤدي إلى زيادة الحيرة وعدم الثقة داخل الفريق. العلامة الثانية: تزايد الاجتماعات الغير منتجة؛ الاجتماعات المتكررة دون هدف واضح أو جدول أعمال مرتب تعد إشارة أخرى على تزايد القلق الإداري. في هذه الحالة، يُستثمر وقت الفريق في مناقشات عامة تفتقر إلى رؤية مستقبلية مما يؤثر سلباً على الإنتاجية. العلامة الثالثة: تغييرات في أسلوب اتخاذ القرارات؛ عندما يبدأ المدير في اتخاذ قرارات مفاجئة أو عشوائية دون الرجوع للمبادئ الإدارية المعتادة، فهذا يشير إلى وجود توتر داخلي واضطراب في عملية صنع القرار. وتعد القرارات المتسرعة بدون دراسة كافية مخاطرة قد تؤدي إلى آثار جانبية سلبية على أداء الفريق. العلامة الرابعة: زيادة معدلات الغياب والتأخير؛ من المعروف أن بيئة العمل المتوترة تؤثر على سلوك الموظفين، ما يؤدي إلى زيادة نسب الغياب والتأخير. هذه الظاهرة تعكس عدم الراحة والقلق الناتج عن بيئة إدارية غير مستقرة. العلامة الخامسة: تراجع الروح المعنوية والإنتاجية؛ تُعد الروح المعنوية المنخفضة وانخفاض معدل الإنتاج من أبرز العلامات التي تؤكد وجود قلق إداري. عندما ينعكس التوتر على معنويات الفريق، يفقد الموظفون حماسهم ومبادرتهم، مما قد يؤدي إلى خسارة فرص النمو والتطوير. لمواجهة هذه الإشارات المبكرة والتغلب على تحديات القلق الإداري، يمكن للمدراء اتباع الاستراتيجيات التالية: ١- تعزيز التواصل الداخلي: من الضروري تحسين قنوات التواصل بين المدير والفريق من خلال الاجتماعات الشفافة وتفسير الأهداف والتغييرات بصورة واضحة. يُفضَّل إعطاء الموظفين فرصة لطرح الاستفسارات والنقاش حول التوجهات المستقبلية. ٢- تخطيط وتنظيم الاجتماعات: ينبغي تحديد جدول أعمال واضح ومحدد لكل اجتماع وتوثيق النقاط الرئيسية والقرارات المتخذة حتى يتمكن الفريق من متابعة نتائجها وتنفيذها بالشكل المطلوب. ٣- تحسين عملية اتخاذ القرار: يجب على المديرين الاستناد إلى بيانات دقيقة واستشارة القادة الفرعيين قبل اتخاذ أي قرار جذري. يساعد ذلك في بناء ثقة الفريق وتفادي القرارات المتسرعة. ٤- دعم الروح المعنوية: استثمار الوقت في تعزيز الانتماء والثقة بين أعضاء الفريق من خلال فعاليات بناء الفريق وبرامج التحفيز والمكافآت، مما يساهم في خلق بيئة عمل إيجابية. في الختام، يُظهر القلق الإداري تأثيراً مباشراً على أداء الفريق واستقراره. إن القدرة على التعرف المبكر على العلامات الخمسة المذكورة ومعالجتها باتباع الحلول العملية والاستراتيجيات المحددة تساعد في خلق بيئة عمل أكثر استقراراً وإنتاجية، مما يعود بالنفع على كل من الإدارة والموظفين. يظل مفتاح النجاح هو الاستماع الفعّال إلى الموظفين والالتزام بتطبيق مبادئ الإدارة الاحترافية التي تحفز الشفافية والتعاون.