belbalady.net دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ما أن أطلّ الصيف برأسه حتى ضربت القارة الأوروبية موجة حر شديدة، هي نتيجة لتزامن موجة حر بحرية في البحر الأبيض المتوسط مع قبة حرارية قوية. زادت وتيرة تكرار هذا النمط من الطقس مع ارتفاع حرارة كوكب الأرض، وأصبح تأثير موجات الحر البحرية في المتوسط أكثر وضوحًا خلال السنوات الأخيرة، إذ تلعب حرارة المحيط دورًا برفع درجات الحرارة على اليابسة، الأمر الذي يساهم بحدوث فيضانات قاتلة، وحرائق كارثية. وقد ارتفعت حرارة المياه في البحر الأبيض المتوسط 9 درجات مئوية فوق المعدل الطبيعي لهذا الوقت من السنة، وسط موجة حر بحرية كبيرة. وتتركز أشد درجات الاحترار في الجزء الغربي من البحر المتوسط، ضمنًا المناطق الواقعة جنوب فرنسا. في ظل موجة الحر التي تضرب أجزاء من إسبانيا، لجأ الناس في مدينة فالنسيا إلى نوافير رذاذ الماء للتخفيف من قيظ مطلع الصيف. تصوير: Michael Robinson Chávez/Getty Images هذا الأمر يُسهم بارتفاع معدلات الرطوبة شمالًا، ويساعد على بقاء درجات الحرارة مرتفعة خلال الليل في المناطق المتأثرة بموجة الحر. كما أنّ موجة الحر، التي تتضمن تدفّق هواء ساخن من إفريقيا باتجاه الشمال، تُعزّز بدورها موجة الحر البحرية، في دورة تفاعلية تؤدي إلى مزيد من السخونة. في 28 يونيو/ حزيران 2025، مع ارتفاع درجات الحرارة في لشبونة، أشارت لافتة إحدى الصيدليات إلى بلوغ حرارة الطقس 39 درجة مئوية، فيما يواصل المارة السير تحت لهيب الشمس الحارقة.Credit: Horacio Villalobos/Corbis News/Getty Images وحطمت درجات الحرارة الأرقام القياسية في إسبانيا والبرتغال مع تصاعد موجة الحر التي تضرب أوروبا لغاية الأربعاء. شهدت بلدة إل جرنادو الإسبانية ارتفاعًا حادًا في درجات الحرارة يوم الأحد، حيث وصلت إلى 46 درجة مئوية، وهو رقم قياسي جديد لشهر يونيو/ حزيران، بحسب ما أفادت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية الإسبانية (AEMET). وكان يونيو/حزيران الماضي الأكثر حرارةً في تاريخ إسبانيا المسجل، حيث صرّحت الهيئة الإسبانية AEMET الثلاثاء، بأنّ درجات الحرارة "حطمت الأرقام القياسية بفارق كبير". في البرتغال، سجّلت مدينة مورا، التي تبعد حوالي 130 كيلومترًا شرق لشبونة، حرارة أولية بلغت 46.6 درجة مئوية، وفقًا لخدمة الأرصاد الجوية الوطنية (IPMA)، ليكون بالتالي، رقمًا قياسيًا جديدًا لشهر يونيو/ حزيران، في البلاد. قد يهمك أيضاً كما تجتاح موجة حر شديدة كامل أنحاء فرنسا تقريبًا، حيث شهدت العديد من المدن والبلدات درجات حرارة تجاوزت 38 درجة مئوية الإثنين، بحسب القياسات الأولية لوكالة الأرصاد الفرنسية (Météo France). كما تم إصدار تحذير أحمر لموجة الحر، وهو أعلى مستوى من التحذيرات، شمل 16 مقاطعة فرنسية الثلاثاء، من بينها إيل دو فرانس التي تقع فيها باريس. كما تمّ إغلاق قمة برج إيفل أمام السياح يومي الثلاثاء والأربعاء، مع طلب الطاقم من الزائرين المحتملين اتخاذ الاحتياطات اللازمة خلال هذه الحرارة الشديدة. وذكر طاقم برج إيفل على الموقع الإلكتروني: "نأسف إذا تسببنا لكم بأي إزعاج. خلال موجة ارتفاع درجات الحرارة هذه، يُرجى الحرص على حماية أنفسكم من أشعة الشمس والانتظام في شرب الماء". المشجعون يبرّدون أنفسهم بالمراوح اليدوية في اليوم الثاني من بطولة ويمبلدون 2025، التي أقيمت بـAll England Lawn Tennis and Croquet Club، في الأول من يوليو/ تموز 2025 بلندن، إنجلترا. Credit: Clive Brunskill/Getty Images طالت موجة الحر الشديدة أيضًا المملكة المتحدة، التي تواجه حاليًا الموجة الثانية في هذا الصيف، حيث تجاوزت الحرارة 32 درجة مئوية الإثنين، الأمر الذي تسبّب بظروف غير مريحة للغاية في بلد تحتوي فيه أقل من 5% من المنازل على مكيفات هواء. دخان ونيران حرائق الغابات في منطقة سفري حصار بإزمير، تركيا، بتاريخ 30 يونيو/ حزيران 2025. Credit: Mehmet Emin Menguarslan/Anadolu/Getty Images وأفادت سامانثا بورغس، المسؤولة الاستراتيجية لقسم المناخ في المركز الأوروبي لتوقعات الطقس متوسطة المدى، في بيان، أنّ "موجة الحر الحالية في شهري يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز تُعرّض ملايين الأوروبيين لإجهاد حراري شديد"، مضيفة أنّ "درجات الحرارة التي سُجّلت أخيرًا مماثلة عادةً لتلك الخاصة بشهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، وتحدث بضع مرات فقط خلال كل صيف". قد يهمك أيضاً بالتوازي مع موجة الحر، تجتاح حرائق الغابات دولًا عديدة. فقد اشتعلت الحرائق الأحد، في إقليم أود جنوب غرب فرنسا، وأتت على قرابة 1.62 كيلومتر مربع.