لا يكفي اليوم أن تحزم حقيبتك قبل السفر، عليك أن تحزم أعصابك أيضاً، فرحلات هذا الزمن تحلّق بأجنحة القلق والتوتر للوصول لوجهات الاستجمام وقد لا تصل إليها!السماء لم تعد صافية، والمطارات أصبحت تُشبه أحوال الطقس.. مزاجية ومرهقة..صار المسافر يتفقّد نشرات الأخبار أكثر من درجات الحرارة، ويقرأ تصريحات وزراء الدفاع قبل توقّعات الأرصاد. وجهات كثيرة تحوّلت من «وجهات سياحية» إلى «نقاط توتر»، والسائح بات يراجع الجغرافيا السياسية قبل أن يختار مقعده على الطائرة!تقول الإحصاءات إن 79% من وكالات السفر لاحظت زيادةً في الطلب على إلغاء الرحلات الخارجية أو تغييرها، وهذه النسبة تقول الكثير: هناك من أدرك أن راحة البال لم تعد تُباع بتذكرة سفر!صحيح أن وتيرة التوتر العالمي شهدت شيئاً من الهدوء مؤخراً، ونأمل أن يستمر، لكن القلق لا يزال مسافراً معنا، يرافقنا في كل خطوة، من بوابة المطار إلى باب الفندق!وما يزيد الطين بلّة؛ أن الأخبار تتحدث عن موجات حرّ غير مسبوقة في أوروبا خلال الشهرين المقبلين، بالتزامن مع تزايد السرقات، والاحتيال، وضعف الترحيب، وتفشي العنصرية، واستغلال السائح، أي أننا نفر من الحر إلى الحر!في المقابل، داخل السعودية، لا تنشغل بكل ما ذكرناه سابقاً، إنما تنشغل بصناعة لحظات دافئة تجمع العائلة، وذكريات تُروى بهدوء، بعيداً عن المُنغصات، فالداخل أصبح بديلاً مضموناً عن توترات الخارج، خاصة أن المملكة اليوم تزخر بخيارات لا تقل سحراً عن غيرها!تبحث عن البراد والتاريخ؟ الجنوب بكل وجهاته يرحّب بك.تبحث عن البحر والشواطئ؟ منتجعات البحر الأحمر، جدة بانتظارك.صحيح أن هناك غلاء أسعار في السياحة المحلية، وبعضها غير مبرر، لكن كثيراً منه يمكن تفاديه بتغيير سلوك الحجز. كما نحرص على الحجز المبكر للرحلات الخارجية، فلنفعل ذلك داخليّاً لنحصل على عروض تنافسية ونختار ما يناسبنا!وفي وقت باتت فيه نشرات الملاحة تسبق الإعلانات السياحية، وتحوّل العالم إلى نشرات عاجلة، تبقى السياحة الداخلية خياراً فيه من الأمان ما لا يُقارن، ومن الراحة ما لا يُدفع ثمنه بالدولار، إنما بالاطمئنان!لا تأشيرات، لا مواعيد ضائعة، لا مطارات تغلق فجأة، فقط وجهة تعرفك كما تعرفها.. السعودية! أخبار ذات صلة