: في ذكرى وفاته.. الشيخ محمد صديق المنشاوي"صوتٌ لا ينطفئ"

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
belbalady.net تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في رحاب الزمن، تظل أرواح العظماء تضيء كنجوم لا تنطفئ، تحمل في طياتها عبق الذكرى ونسائم الخلود، في مثل هذا اليوم، نستذكر رجلاً من رجال الله، عاش بيننا بروحه النقية وصوته الملائكي، يفيض علينا بمعاني القرآن الكريم من خلال تلاوته التي تخترق الحواجز وتتغلغل في القلوب.. انه الشيخ محمد صديق المنشاوي، رمزٌ خالد من رموز التلاوة القرآنية، وصوتٌ لا يزال يتردد صداه في أرجاء العالم الإسلامي، نابضاً بالحياة، ومُشِعّاً بالنور.

وُلِدَ في أرض الكنانة، وترعرع بين أروقة القرآن، حيث نمت موهبته الفريدة وتبلورت معاني الإيمان في قلبه، تميز بصوت يحمل بين طياته رقة الإحساس وقوة الإيمان، فكان قراءته للقرآن الكريم كنسمة تحمل عبير الجنة، تخترق القلوب وتلامس الأرواح. لم يكن مجرد قارئٍ يتلو الآيات، بل كان مؤدياً ينقل الرسالة الإلهية بكل خشوع وتدبر، يمزج بين النغمة والمعنى، وبين الروح والنص.

في ذكرى وفاته، نتأمل مسيرة حياته، ونستذكر بصماته التي تركها في دنيا التلاوة القرآنية.  لنقف إجلالاً وتقديراً أمام هذا الصوت الذي ظل ينبض بالحياة، صوت الشيخ محمد صديق المنشاوي الذي علمنا كيف يكون الحب الحقيقي لكلام الله، وكيف تتجلى الروح في أبهى صورها عندما تصافح آيات القرآن الكريم.

الشيخ محمد صديق المنشاوي، رحمه الله، يعد من أبرز القراء الذين عرفهم العالم الإسلامي في القرن العشرين، وُلِدَ الشيخ المنشاوي في 20 يناير 1920 في قرية المنشاة بمحافظة سوهاج ، وهو ينتمي إلى عائلة عريقة في مجال تلاوة القرآن الكريم، حيث كان والده الشيخ صديق المنشاوي وجده الشيخ علي المنشاوي من القراء المشهورين أيضاً.

تميز الشيخ محمد صديق المنشاوي بصوته العذب وأدائه المميز الذي يجمع بين قوة التلاوة وجمال النغمة، مما جعل تلاواته تتردد في أنحاء العالم الإسلامي وتحظى بحب وتقدير الملايين. كما كان يتمتع بقدرة استثنائية على إيصال المعاني الروحية للقرآن الكريم من خلال تلاوته، وهو ما جعله يحظى بمكانة خاصة بين القراء.

أسلوب الشيخ المنشاوي في التلاوة يجمع بين الطابع التقليدي والنغمات الموسيقية، حيث كان يستخدم المقامات الموسيقية الشرقية في تلاوته، ما أضاف بعداً جمالياً وروحياً لتلاواته، من أشهر المقامات التي استخدمها الشيخ المنشاوي مقام "الرست" و"الصبا" و"البيات"، وكل منها يحمل طابعاً خاصاً يعبر عن معاني معينة في الآيات التي يتلوها.

خلال حياته، سافر الشيخ المنشاوي إلى العديد من الدول الإسلامية والأجنبية لنشر تلاوة القرآن الكريم، وقام بتسجيل العديد من المصاحف المرتلة والمجودة التي تُعد حتى اليوم مرجعاً لكل محبي القرآن الكريم، كما شارك في إحياء العديد من المناسبات الدينية والأعياد والمناسبات الرسمية.

وفاته :

في يوم 20 يونيو 1969، انتقل الشيخ محمد صديق المنشاوي إلى رحمة الله، تاركاً وراءه إرثاً عظيماً من التلاوات القرآنية التي لا تزال تُسمع وتُدرس في جميع أنحاء العالم. في ذكرى وفاته، يستذكر المسلمون هذا القارئ العظيم، ويتلون آيات القرآن الكريم على روحه، داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.

الشيخ محمد صديق المنشاوي لم يكن مجرد قارئ قرآن، بل كان سفيراً للقرآن الكريم، نشر جمال تلاوته وروحانيته في قلوب الناس في كل مكان، وذكراه ستظل خالدة في ذاكرة المسلمين ومحبي القرآن الكريم إلى الأبد.

 

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" البوابة نيوز "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??