: انقسام داخل تل أبيب بسبب التجنيد.. جنود إسرائيل يفضلون الانتحار على الحرب فى غزة

روز اليوسف 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تتكتم إسرائيل على الأخبار التى تؤكد انتحار أفراد جيشها بسبب رفضهم المشاركة فى الحرب على غزة، وقد أفادت الإذاعة الإسرائيلية بانتحار جندى بعد تلقيه أمرًا بالعودة للخدمة العسكرية فى قطاع غزة، وفى وقت سابق، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن 10 ضباط وجنود للاحتلال انتحروا منذ السابع من أكتوبر الماضى، عدد منهم انتحر خلال المعارك فى مستوطنات غلاف غزة.

وتعانى قوات الاحتياط بالجيش من نقص حاد فى الجنود مع دخول الحرب شهرها التاسع، وبدأ الجيش الإسرائيلى البحث عن متطوعين للقتال بغزة.

وأقر الجيش الإسرائيلى بأن عدد الجنود الجرحى منذ بداية الحرب فى السابع من أكتوبر الماضى وصل إلى 3763، منهم 1902 أصيبوا منذ بداية المعارك البرية يوم 27 من الشهر ذاته.

كما أن عدد قتلى جيش الاحتلال بلغ 646 جنديًا وضابطًا منذ بداية الحرب بينهم 294 قتلوا بالمعارك البرية فى قطاع غزة، غير أن مستشفيات ووسائل إعلام إسرائيلية أكدت أن العدد الفعلى لقتلى ومصابى الجيش أكبر مما يعلن عنه.

 حالات انتحار

وأفادت الصحيفة بأن المعطيات التى حصلت عليها من الجيش الإسرائيلى تشير إلى أن عشرة جنود انتحروا، بينهم ضباط برتبة رائد ومقدم، وتم الاعتراف بهم على أنهم «شهداء» لكن الجيش يرفض الإفصاح عن تفاصيل أخرى.

ونقلت الصحيفة عن خبراء ضالعين فى هذا الموضوع قولهم إن معظم حالات الانتحار فى الجيش هى فى صفوف جنود شبان، لكن هناك تأثيرات غير مألوفة لـ7 أكتوبر، «وفجأة تعين على الجيش التعامل مع ميول للانتحار فى أوساط جنود وضباط فى الخدمة العسكرية الدائمة وفى الاحتياط فى الثلاثين   والأربعين من أعمارهم».

ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلى برر سياسته فى البداية بوجود «ضرورات ميدانية لا تسمح بالتحقيق فى كل حالة تبين فيها أن الجندى انتحر».

وقال مصدر عسكرى إنه «اعتقدنا أن الإعلان عن ذلك من شأنه المس بمعنويات الجمهور». فنشر أسماء الجنود القتلى «يسبب ألمًا كبيرًا لدى الجمهور، واعتقدنا أنه لا حاجة إلى إثارة أمر كهذا بسبب حالات لم يمت فيها جنود فى معركة أو بسبب حادثة عملياتية».

ونقلت الصحيفة عن البروفيسور يوسى ليفى بيلز، رئيس مركز دراسات الانتحار والألم العقلى فى مركز روبين الأكاديمى قوله إن حوادث الانتحار هذه كانت مفاجئة للغاية بالنسبة لهم، «لسنا معتادين على الانتحار أثناء القتال. تحدث هذه الحوادث عادة عندما يتراجع القتال، خاصة بين الأشخاص الذين يعانون من آلام ما بعد الصدمة، الذين يستيقظون كل صباح مع المشاهد والأصوات والشعور بالذنب، حتى بعد انتهاء الحرب».

 

2886_20240615142121.jpg

 

 

وأوضح التقرير أن المحترفين فى مجال التعامل مع حالات الانتحار يقولون: «كقاعدة عامة، معظم الجنود الذين ينتحرون وهم صغار جدًا، فى التدريب الأساسى أو فى السنة الأولى من الخدمة».

وعن الدوافع المباشرة للانتحار، نقلت الصحيفة أحاديث من أقارب المنتحرين وزملائهم تكشف أن بعض الجنود الذين قتلوا أنفسهم صعب عليهم نفسيًا مواجهة ما رأوه.

 رائحة الجثث

وقال أحد الجنود عن زميله الذى انتحر إنه ظل يقول له إنه لا يستطيع أن ينسى رائحة الجثث المتناثرة فى كل مكان، وكان لا يستطيع النوم.

ويتذكر أحد الضابط أن جنديًا انتحر لم يستطع النوم ليلًا وكان ينزعج من أى ضوضاء حتى إذا كانت منخفضة.

ويوضح البروفيسور ليفى بيلز أن الاستدعاء للخدمة كان واسعًا جدًا لدرجة أنه من المحتمل جدًا أن بعض جنود الاحتياط الذين يعانون من الأفكار الانتحارية قبل طوفان الأقصى شهدوا صورًا كانت بالنسبة لهم بمثابة محفزات للانتحار، «بالنسبة لهم، كانت هذه فى الواقع القشة التى قصمت ظهر البعير».

 أزمة التجنيد

ويثير قانون التجنيد الإجبارى فى إسرائيل أزمة منذ تولى حكومة نتنياهو مقاليد الحكم عام 2022، حيث رفضت حكومة الاحتلال، الأسبوع الماضى الطعن الذى تقدم به معسكر الدولة فى قانون التجنيد. وبذلك، تقدم الحكومة خطوة لتمرير قانون التجنيد الإجبارى الذى وضعه وزير الدفاع السابق بينى جانتس.

وقد صوت الكنيست الإسرائيلى لصالح مشروع قانون التجنيد الذى يسعى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو لتمريره لإعفاء اليهود الحريديم (اليهود المتدينين) من الخدمة العسكرية، وقد صوت لصالحه 63 نائبًا بينما عارضه 57.

ومن المقرر أن يحال مشروع القانون إلى لجنة الخارجية والأمن لمزيد من المداولات والبحث والتصويت فى القراءتين الثانية والثالثة، حتى يصبح قانونًا نافذًا.

وقد صوت وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت، ضد قانون التجنيد، بعد أن عبر فى وقت سابق عن معارضته للقانون بصيغته الحالية، وأعلن أنه لن يؤيده دون اتفاق بين أقطاب الحكومة.

وقال «جالانت» إن الشعب يتوق إلى اتخاذ قرارات وطنية بتوافق واسع، وإنه لا يجوز ممارسة سياسة تافهة على حساب الجنود.

وتثير الإعفاءات تلك غضبًا واستياء واسعين، إذ يشعر عدد كبير من الإسرائيليين بالاستياء جراء إعفاء اليهود المتشددين من الخدمة بالجيش فى ظل سقوط أكبر عدد من القتلى بصفوف الجيش الإسرائيلى منذ عقود، بسبب القتال الدائر مع حركة «حماس» فى غزة والمواجهات غير المباشرة على الحدود اللبنانية.

ويرفض اليهود المتشددون التجنيد الإجبارى، ويطالبون بالحق فى الدراسة بالمعاهد اللاهوتية بدلًا من الخدمة بالزى العسكرى طوال السنوات الثلاث.

ويقول البعض إن أسلوب حياتهم المتدين قد يتعارض مع الأعراف العسكرية، بينما يعبر آخرون عن معارضتهم الآيديولوجية للدولة الليبرالية.

كما يعدّ قادة المتدينين اليهود أن مهمة «الحريديم» تقتصر على دراسة التوراة، كما يمتنع الشبان دائمًا عن التجنيد تحت ذريعة انشغالهم بدراسة تعاليم اليهودية والشرائع التوراتية، وأن التفرغ لدراستها لا يقل أهمية عن الخدمة العسكرية.

كما يتحججون بصعوبة الحفاظ على التدين والتعاليم اليهودية بسبب الاختلاط فى الجيش، خصوصًا أنهم يلتزمون بنصوص توراتية تخص الفصل بين الجنسين وتمنع الاختلاط والعلاقات بين الرجال والنساء، ويلتزمون بيوم السبت اليهودى؛ حيث لا يعملون فيه ويخصصونه لزيارة الكنس وقراءة التوراة فقط.

ويتكون يهود «الحريديم» من كثير من المجتمعات المختلفة، تتمحور كل منها حول حاخام، ويتشاركون فى عاداتهم الخاصة فى العبادة والطقوس والتشريعات التوراتية واللباس والحياة اليومية.

وهناك يعيش الجميع حياة مكرسة للإيمان، فهم يجتمعون فى المعابد 3 مرات فى اليوم للصلاة، ويتعلمون فى المعاهد الدينية الكبرى، ويعقدون حفلات زفاف بانتظام، وتجمعات احتفالية.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" روز اليوسف "

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??