أكثر من 7 أعوام قضاها متنقلاً بين المستشفيات ومراكز العلاج الطبيعي، أملاً في الوقوف على قدميه مرة أخرى، عقب إصابته برصاصات الغدر أثناء عودته من إحدى المأموريات خلال أداء فترة تجنيده، وبعد تلك السنوات قرر أن يكون بطلاً رياضياً في "السباحة"، فعزيمته وتشجيع أهله وزملاءه له جعلته يفكر بشكل إيجابي بعدما أرهقته العمليات الجراحية وجلسات العلاج الطبيعي دون جدوى.

على كرسي متحرك يصطحبه والده إلى التمرينات الخاصة بالسباحة عقب انضمامه لنادي المحاربين القدماء، يشجعه ويشد من أزره، بعبارته الدائمة "أنت تقدر ..أنت بطل يا أحمد" تلك العبارة التي كانت عاملاً مُحفزاً للشاب أحمد أبو دياب، ابن منطقة قومسيون شرق بمدينة مطوبس في محافظة كفرالشيخ، والبالغ من العمر 26 عاماً، ليواصل تدريباته ويشارك في بطولة كأس مصر للإعاقات الحركية للموسم الرياضي الحالي، والتي أقيمت بإشراف اللجنة البارالمبية المصرية بحمام سباحة نادي الصيد الرياضي بالدقي مؤخراً، ليتوج بالمركز الثالث على مستوى ناديه، لتكون هذه البطولة دافعاً وتحدياً جديداً له لمواصله تفوقه ليصبح بطلاً رياضياً.

ويقول أحمد، "كنت مجنداً بسلاح الأمن المركزي، في 2012، وكنت سعيداً أنني التحقت بالجيش في هذه الفترة الصعبة من تاريخ مصر، وكنت في إجازة لحضور حفل زفاف شقيقي، وفي هذه الإجازة كان قلبي يشعر أن ثمة شيئاً سيحدث، سلمت على كافة أقاربي، وبكيت دون معرفة السبب، وقلت لوالدي الذي كان أجرى جراحة وقتها أنّه يشعر بخوف لكن لا داعٍ للقلق، وحينما عدت ذهبت مأمورية خاصة مع زملائي، وكان مقررا لي أن أذهب مأمورية أخرى لكني بدلتها مع زميل لي كان يشعر بالتعب، ونحن في طريقنا لأداء مهامنا، شعرت بخوف أكثر وقلت لهم، حاسس أنه هيحصل حاجة، قلبي مقبوض، أنهينا المأمورية على خير وأثناء عودتنا فوجئنا بمجموعة من الأشخاص يقطعون علينا الطريق ويطلقون النيران تجاهنا".

يضيف البطل الرياضي، "حاولنا مقاومتهم وأثناء خروجي من السيارة أصابتني طلقة غدر في ظهري، حملني زملائي، وأنا أصيبت بغيبوبة لم أدرِ إلا وأنا في مستشفى الشرطة بالعجوزة، أجريت جراحتين لتثبيت الفقرات، وحينما تحسنت حالتي سألت الطبيب فقال لي شد حيلك أنت بطل، والأبطال لازم يكونوا راضيين بقضاء ربنا، أنت عندك شلل نصفي، صُدمت صدمة كبيرة، وشعرت أنّ إصابتي هي نهاية الحياة، شجعني أهلي وزملائي، ووزارة الداخلية لم تتركني، الجميع كان يهوّن عليّ إصابتي، وبدأت مرحلة العلاج الطبيعي، لمدة عامين لكن دون جدوى، فأصبحت من ذوي القدرات الخاصة".

"بدأت حياتي من جديد وحسيت إني عاوز ألعب رياضة، في لحظة قعدت مع نفسي وقلت أنا لازم أكون بطل، الإعاقة دي سبب في أني هكون بطل، اشتركت في نادي المحاربين القدماء، ونزلت السباحة، الكابتن أعجب بيا، وكانت هنا نقطة بداية جديدة"، برضا وسعادة يقولها أحمد ، حيث بدأ حياة جديدة بالتدريبات المكثفة في مجال السباحة بنادي المحاربين القدماء، وشجعه أهله ومدربيه، الذين وعدوه بالانضمام لمنتخب مصر للسباحة، ومؤخراً شارك في بطولة كأس مصر للسباحة.

يختتم البطل الرياضي، "نزلت أول سبق ليا 100 متر و50 متر، وأخدت في الإثنين مركز ثالث، رغم إني لسة بلعب وبدرب من سنة واحدة، لكن أنا نفسي أكون بطل عالم ومش هتخلى عن حلمي، لأن مفيش مستحيل، إحنا نقدر بقوتنا وإرادتنا".