: استدامة مٌجتمعات التًعلُم المهنية

almessa 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

»»بقلم ✍️ أ.د مها عبد القادر

(أستاذ أصول التربية
كلية التربية للبنات بالقاهرة – جامعة الأزهر)

تعتبر استمرارية مٌجتمعات التعلُم المهنية على المدى الطويل أمرا بالغ الأهمية للتأكيد والمساعدة على النمو واستمراره والمساهمة في تقدم المجتمعات، وتعد مٌجتمعات التًعلُم المهنية بمثابة منصات للمهنيين في مختلف المجالات، بما في ذلك التعليم والطب والتكنولوجيا، لتعزيز النشر العالمي للمعرفة، وتبادل الخبرات الناجحة والقيمة، وتنمية مهاراتهم المهنية.

ونتمكن بمرورنا بالخبرات التعليمية من إيجاد هوية مهنية لنا، إذا ما تم الاهتمام بطيب العلاقات الاجتماعية بصورة ممنهجة بين أصحاب الرسالة السامية بمؤسساتنا التعليمية بمختلف تنوعاتها وسلمها؛ لنحقق تفاعلا منشودا يحث الجميع على أن ينهل المعرفة والخبرة المرتبطة بصقل الممارسات التدريسية منها وغير التدريسية؛ لتصبح جودة العملية التعليمية مشاهدة في منتج تعليمي متميز يحوز مهارات سوق العمل التي يتوقف عليها مستقبله المهني.

وجديد الخبرات مستمر ومتجدد ما دام هناك تقدم علمي ملازما للتسارع والتطور التقني، وهذا يجعلنا نهتم بإيجاد مجتمعات تعلم مهنية فاعلة تكسب خبرات متفردة على المستويين المهني والأكاديمي لمعلم اليوم والغد؛ فقد باتت نظم التنمية المهنية في صورتها السائدة أو التقليدية لا تلبي المنشودة منها في ظل معلوماتية أضحت للجميع متاحة.
ووصف مٌجتمعات التًعلُم المهنية، فيما تقوم به فرق في صورة تشاركية لتحقيق غايات مرتبطة ببرامج ونشاطات تسهم في صنع قرارات واتخاذ الصالح منها بما يخدم العملية التعليمية برمتها وبما يعضد ماهية التكامل وتحمل المسئولية ويساعد في تحديد ما يؤدي للتطوير الخاص بتحسين الأداءات، وهذا وفق معيارية القيم التي يتم الالتفاف حولها والتي تبدأ بالاحترام والالتزام وتعزيز أواصر الترابط والثقة من أجل التضافر لبلوغ الهدف المأمول.

وفي هذا الإطار يتضح أن مجتمعات التعلم المهنية، تهتم بالعمل على إيجاد مناخ تعليمي تفاعلي يؤكد على فرص التنمية المهنية المستدامة سواء ارتبطت بالمعلم أو من يشغل مكانة بعينها داخل المؤسسة التعليمية؛ لأن جميع منتسبيها يسهمون في أمر جامع يتمثل في البيئة التنظيمية المحفزة على الابتكار؛ ليستطيع المتعلم من خلالها أن يمتلك مهارات التفكير العليا والتي بواسطتها يكتسب المزيد من الخبرات الوظيفية؛ بالإضافة لاكتسابه للنسق القيمي الذي يؤمن به مجتمعنا المصري الأصيل.

وفي خضم مٌجتمعات التًعلُم المهنية تتسارع وتيرة العلاقات في صورتها الإيجابية بين منتسبي المؤسسة التعليمية؛ حيث تذوب الفواصل والحدود المعيقة لتبادل الخبرات، والتعاون الإيجابي المثمر؛ ليبسط الجميع أيديهم لفكرة التكامل المهني الداعم للعمل المؤسسي؛ فتكتسب الخبرات المربية المتعلقة بأفضل الاستراتيجيات التدريسية وأساليب التقويم الحديثة وطرائق تنفيذ الأنشطة التعليمية ومهامها النوعية، وأنماط التعزيز والتغذية الراجعة التي تستهدف صحة البني المعرفية، وفي مضمار تلك المجتمعات تتم عمليات التبادل من خلال التدريس بالفريق وزيارات التأمل التدريسي؛ ليصل معلمي المرحلة لقائمة تلبية الاحتياجات التعليمية للمتعلمين وفق خصائصهم التعليمية ومقدرات البيئة المتوافرة من معينات للتدريس رقمية وتقليدية.

إن استدامة مٌجتمعات التًعلُم المهنية أضحت ضرورة لا غنى عنها؛ نظرا لما تحمله من غايات مهمة تدعم آليات التحسين والتطوير المؤسسي في العملية التعليمية؛ إذ يصعب أن نتحصل على تعليم متميزًا بعيدا عن تأملنا في نتائج أبنائنا المتعلمين أو أن نتجاهل تحديد أثر فعاليات استراتيجيات وطرائق وأساليب التعلم، وكذلك التقويم في أنماطه المعلومة لدينا سواءً أكانت تلك العمليات رقمية أم في صورتها السائدة، وبدون شك يتوجب علينا التوافق على أهمية الدعم التقني لكافة الممارسات التدريسية وغير التدريسية بالمؤسسة التعليمية؛ لنضمن تكيفا وتوافقا يثمر عنه نتائج مرتقبة.
وثمة خدمات متنوعة جراء شبكات مٌجتمعات التًعلُم المهنية، يذكر منها عامل الإتاحة المهنية لمريديها؛ حيث يمكن للفرد أن ينال قسطا من التدريب، أو يكتسب خبرة بعينها سواءً ارتبطت بالمهنية أو بالجانب الأكاديمي لديه، أو برفع كفاءته التقنية لمعينات مستحدثة تساعد في تحقيق أهداف العملية التعليمية من خلال توظيفها واستخدامها بصورة صحيحة ينتج عنها أقصى استفادة منها، وتسهم في استثمار طاقات المتعلمين بشكل فاعل بما يؤدي إلى زيادة دافعيتهم لاستكمال خبرات التعلم النوعية المنشودة.
لضمان استدامة مٌجتمعات التًعلُم المهنية، لابد من استمرارية التعلم مستمدا من مصادره المتعددة، وضرورة اتباع آخر التطورات والابتكارات وتحديث المهارات ومعارف، وتبادل الخبرات والأفكار والمشاركة في المناقشات وورش العمل والمؤتمرات باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية لتيسير المختلفة لبناء شبكات اجتماعية توفر فرصا للتعاون والتعلم المتبادل، وتشجع أعضاء المجتمع المهني على الابتكار والاستكشاف والبحث، ويمكن أن توفر لهم الدعم والموارد للأبحاث والتجارب الجديدة التي تساهم في تطوير المجال وتحسين الممارسات، باستمرار تنمية وتطوير هذه الممارسات، يمكن لمٌجتمعات التًعلُم المهنية أن تحافظ على استدامتها وتواصل تحقيق النمو والتطور والريادة في مجالها المهني.
ولا نغالي إذا ما أقررنا حتمية وأهمية هذه المجتمعات؛ كي نعضد الهوية المهنية لدى معلمينا، ونضمن منتجًا تعليميًا يتوافق مع معايير الجودة العالمية؛ حيث إن هناك خبرات باتت متاحة ويسهل تبادلها بشكل مستدام؛ فبحور المعرفة ينبغي أن ننهل منها لنصل لمبتغانا في زخم يستلزم الانتقائية في ضوء قيم أصيلة نغرسها وننتظر جني ثمارها في جيل يستحق أن نكابد من أجل أن يحمل راية الإعمار والتنمية ويحافظ علي الهواية والقومية، في وطن يسكن في القلوب ويستحوذ على الوجدان.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" almessa "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??