شرع المولى سبحانه وتعالى طريقة التيمم بالتراب، من أجل الحفاظ على الصلوات مع عدم توافر الماء، أو للمرضى الذين يضرهم استخدام الماء. 

وتعد طريقة التيمم بالتراب بديلًا للوضوء في حالة الأزمات أو عدم وجود الماء أو حتى القليل منه، ولكن ما كيفية التيمم وبماذا يكون غير التراب وشروط التراب المستخدم في التيمم؟. لذلك يقدم القاهرة 24 تفاصيل طريقة التيمم بالتراب وشروطه والحالات الممنوعة منه وكيفية التيمم بالحجر والحائط والوسادة.

طريقة التيمم بالتراب

كشفت دار الإفتاء المصرية طريقة التيمم بالتراب سواء أكان على الأرض أو على الحائط أو الملابس أو الأثاث، فقد أجاز الشرع التيمم للمسافر والمريض ومن لا يجد الماء للوضوء.

واتفق أهل العلم قاطبة على أن التيمم يكون بتراب الأرض لقوله تعالى "وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا".

ويوجد أكثر من طريقة للتيمم بالتراب، أشهرها ما جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار بن ياسر: "إنما يكفيك أن تقول بيديك هكذا؛ ثم ضرب بيديه الأرض ومسح بهما وجهه وكفيه"، لذلك يكون التيمم بضربة واحدة وهي الأصح، أو بضربتين.

وتكون طريقة التيمم بالتراب كالتالي:

1. يقدِّم المتيمم النية بالتيمم.
2. ثم يسمي الله تعالى.
3. يضرب بباطن كفيه التراب الطاهر ضربة واحدة.
4. يمسح بكفيه وجهه.
5. يعود ويضرب بباطن كفيه ضربة ثانية مكبرًا.
6. يمسح بكفه اليمنى ظهر كفه اليسرى.
7. يمسح بكفه اليسرى ظهر كفه اليمنى.
8. يدخل في الصلاة.
9. يجو له الإبقاء على طهارته لأداء أكثر من صلاة بتيمم واحد.
10. إذا أفسد تيممه له أن يتيمم مرة أخرى عند دخول وقت فريضة.

ولكن هل كل تراب يصلح للتيمم، وماذا يفعل المريض إن لم يتوفر حوله أرض طاهرة بها تراب، كأن يكون في مستشفى أو في المنزل؟.

شروط التيمم

تنقسم شروط التيمم إلى جزأين؛ أسباب التيمم وشروط التراب المستخدم في التيمم، وحول الشروط التي يجب توافرها في التراب الجائز التيمم به قالت دار الإفتاء المصرية "أجمع العلماء على جواز التيمم بكل تراب طاهرٍ له غبارٌ".

ونبهت في فتوى رسمية لها، أنه لا يشترط في التيمم أن يكون بالتراب على الأرض مباشرة، بل يجوز التيمم بالغبار الموجود على الملابس أو الفراش أو الإسفنج أو الحائط أو غيرها.

كما يجوز التيمم أيضًا بالرخام أو الحجارة التي لا تراب عليها؛ أخذًا بقول الحنفية والمالكية الذين اكتفَوْا باشتراط كون الشيء المتيمَّم به من جنس الأرض أو أجزائها المتولدة عنها، من غير أن يشترطوا في صحة ذلك الغبار ولا التراب.

 أما الحالات التي يجوز لها التيمم دون غيرها فتتمثل في:

• المرضى الذين يضرهم استخدام الماء.
• المسافر ولا يجد ماء.
• من لم يجد ماء طاهرًا وتعذر عليها الانتقال لمكان آخر للوضوء.
• من كان على جنابة وتعذر وجود الماء ليغتسل ويتوضأ.

لذلك فإن العلماء وأهل العلم أجمعوا على أنه لا يجوز التيمم لمن يجد ولو القليل من الماء، كما يجب توافر شروط التيمم التالية:

1. العجز التام عن الحصول على ماء نظيف.
2. مانع قوي يتعذر معه ملامسة الماء للجسم خاصة للمرضى.
3. استنفاد محاولات الحصول على الماء حتى ولو في أماكن أخرى.
4. أن يكون التراب له غبار لا يكون طينًا مثلا.
5. يكون التيمم عند دخول وقت الصلاة المفروضة.

كيفية التيمم بالحجر

بينت دار الإفتاء المصرية كيفية التيمم بالحجر لمن لا يتيسر لها الحصول على التراب من الأرض، فقالت أن العلماء اختلفوا فيما عدا التراب من أجزاء الأرض؛ بناءً على الاشتراك اللغوي في اسم "الصعيد"، وبناءً على إطلاق التيمم "بالأرض" في بعض الأحاديث وتقييده "بالتراب" في بعضها الآخر.

وأوضحت أنه يجوز التيمم بكل ما هو من الأرض حتى وإن لم يكن عليه غبار، فالحجر من جنس الأرض، ويكون التيمم به مكافئ للتيمم بالتراب لأن الحجارة من أجزاء الأرض المتولدة عنها.

وحل ذلك اختلف العلماء، فذهب الشافعي إلى أنه لا يجوز التيمم إلا بالتراب الخالص، وذهب مالك وأصحابه إلى أنه يجوز التيمم بكل ما صعد على وجه الأرض من أجزائها في المشهور عنه مثل الحصا والرمل والتراب.

وزاد أبو حنيفة فقال: وبكل ما يتولد من الأرض من الحجارة؛ مثل: النورة، والزرنيخ، والجص، والطين، والرخام.

أفادت الإفتاء بأن جمهور الفقهاء يرون شرط أن يكون التراب على وجه الأرض، وإن لم يتوفر فله أن يتيمم من حجر أو حائط بذات الكيفية:

• يضرب بكفيه على الحجر.
• يمسح وجهه بكفيه.
• يضرب بكفيه مرة أخرى على الحجر.
• يمسح ظهر كفيه كاملين حتى الرسغ وهو بداية الذراع ونهاية الكف أو محل قياس نبض القلب.

كيفية التيمم في المنزل بدون تراب

أوضحت دار الإفتاء المصرية كيفية التيمم في المنزل بدون تراب لمن انطبقت عليه شروط التيمم، وذلك حتى وإن لم يتوفر غبار، فقد أجاز الإمام أحمد بن حنبل التيمم بغبار الثوب واللبد.

وللمسلم أن يضرب بكفيه على وسادة أو مرتبة سرير أو حائط أو ثوب نظيف ثم يتيمم ماسحًا بكفيه وجهه كاملا وبضربة أخرى يمسح ظهر كفيه ثم يصلي.

كيفية التيمم بالحائط

بينت دار الإفتاء أيضًا كيفية التيمم بالحائط، فأكدت أنه يصح التيمم بالتراب الطاهر في أي مكان، ولو كان حائطا بالنسبة للمرضى، أو الكرسي الذي يجلس عليه المسافر في الطائرة، والتراب العالق بهما.

كيفية التيمم من الجنابة

وحول كيفية التيمم من الجنابة، قالت دار الإفتاء المصرية إن سبب تشريع التيمم هو أن يكون "عِوَضًا عن الماء في التطهر لاستباحة ما لا يُستباح إلا بالطهارة؛ من صلاةٍ أو تلاوةِ قرآنٍ من مصحف أو سجودِ تلاوةٍ أو نحوها".

وأكدت أنه لا يجوز التيمم إلا عند عدم وجود الماء أو العجز عن استعماله مع توفره لمرضٍ أو خوف أو نحو ذلك؛ سواء في الحدث الأصغر أو الأكبر.

فالجنب الذي لا يجد ماءً يضرب بباطن كفيه على الصعيد الطاهر ضربتين ويتيمم بهما لما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "التَّيَمُّمُ ضَرْبَتَانِ: ضَرْبَةٌ لِلْوَجْهِ، وَضَرْبَةٌ لِلْيَدَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ".