السبت 04/مايو/2024 - 09:49 م

كلنا لينا ماضي.. ودافنينه في كواليس مسرح واحد.. جملة جاءت على لسان تحية عبده، الشخصية الاستثنائية التي جسدتها الفنانة منى زكي في مسلسل أفراح القبة، والتي أشارت من خلالها بشكل واضح وصريح، إلى أنه لكل شخص ماضيه الذي يجب تقبله حتى يستطيع التعامل مع حاضره، فـ ماضي الإنسان ما هو إلا خطوط يسير عليها مستقبله، وليس من المطلوب البكاء على اللبن المسكوب، ولكن التصالح مع واقع إنه سُكب بالفعل. 

وكعادة الفن وأعماله، لا يترك موضوعا ولا مجالا إلا ويناقشه، بطرقه المباشرة كانت أو غير المباشرة، فـ بالنهاية يقدم لنا نماذجا عديدة من الأشخاص وموضوعاتهم الحياتية، ولكل من الشخصيات الفنية ماضيهم، الذي يكون وصمة عار في حياة بعضهم، وطوق نجاة للبعض الآخر، الذي يتعلق به للخروج والهروب من عالمه الواقعي. 

حليمة الكبش.. أبرز ضحايا مسرح الهلالي

حليمة الكبش -صابرين-، أبرز ضحايا مسرح الهلالي بمسلسل أفراح القبة، التي بالطبع أُخذت كبش الفداء، في علاقتها غير السوية مع صاحب المسرح الأعظم، سرحان الهلالي، الذي لم يترك أي من نقاط ضعفها إلا واستغلها، ليأخذ منها كل ما يريد وبأرخص الثمن، فـ رفض إعطائها أبسط حقوقها، وهي كرامتها كـ أنثى، حتى نسيت كيف تعاش الحياة مكتملة الحقوق، وأصبحت تلك العلاقة غير الشرعية في حياتها، وصمة عار وماضي يطاردها حتى يوم يقول الجميع نفسي نفسي، فلم تنجح محاولاتها في الزواج والإنجاب -والمشي جنب الحيط- في تخطي من حولها لـ ماضيها الملطخ بالفضائح، وما زال يعايرها به زوجها ونجلها وتحية عبده، ألد أعداء حليمة، حليمة التي بالتأكيد أخذت من اسمها نصيبًا، عندما صبرت على ما أصابها طويلا. 

كاريمان هانم.. التي أُجبرت على تقمص كريمة

كاريمان القاهرية التي أجبرتها الظروف -كعادتها مع الجميع- على الانتقال إلى بورسعيد، بعدما انقلبت حياتها رأسا على عقب، فـ حُرمت من ابنتها وقتلت زوجها بالخطأ، لتضطر التحول من كاريمان هانم، إلى كريمة السيدة التائهة بين أرجاء المحافظة الغريبة، تبحث هنا وهناك عن مكان آمن تمكث به، ولا بأس من مهنة بسيطة تحصل منها على ما يكفي قوت يومها فقط، وبعدما نجحت في إيجاد تلك الحياة الجديدة بتفاصيلها التي بالطبع غلبت ماضيها بذكرياته المظلمة، ولكن لأنه القدر، ولأنها الحياة التي لا تضحك لشخصا مرة واحدة، ظل ماضي كاريمان يطاردها في حياتها الجديدة، وظل شبح زوجها يتردد لها في كل مكان، فـ ساد الظلام الحالك على أيامها وأوقاتها. 

ابنة شبرا سابقا.. وابنة المعادي حاليا

لا تنسي الماضي.. رسالة مباشرة جاءت لـ سلمى -حنان ترك- ابنة المعادي، ضمن أحداث فيلم أحلى الأوقات، فكانت رسالة مجهولة المصدر، ولم يكشف راسلها عن هويته، ولكنه أراد بها أن يذكرها بأن انتقالها من شبرا وتوديعها لـ حياة الفقر، بالطبع لا يعني إلغاء ذكرياتها بها، فبرغم انتقالها لـ حي المعادي، أرقى أحياء قاهرة المعز، وتطبيعها بطباع سكانه، ظل ماضي سلمى في شبرا يطاردها، من خلال عدة جوابات تُرسل لها، تذكرها بأصدقائها السابقين، والأستاذ عبد السلام -أحمد كمال- حبيب فترة المراهقة الأول، ولكن التذكير بالماضي ومطاردته في هذه الحالة، كان بمثابة طوق نجاة لـ سلمى، الذي أنقذها من مرارة واقعها الأليم التي كانت تمكث به في ظل وِحدتها، واكتشفت أن طبق الكشري الخاص بـ عم سعيد، يغلب جميع مطاعم المعادي.

غادة المُثقلة بالذنوب طالبة الغفران

جسدت الفنانة منى زكي دور الركلام والمرأة اللعوب في أبهى صورها، فـ أُثقلت شخصية غادة بذنوبها، وعادة ما تأبى مثل تلك الشخصيات الاعتراف بخطئها، ولكن في حالة غادة، كانت على دراية كاملة بأنها خاطية وتريد التطهر من تلك الخطايا عاجلا غير آجلا، وعندما تقرر بالفعل اتباع طرق التطهر تلك، فتسير في طريق التوبة وتذهب لرحلة حج، ولكن أثناء ذهابها، تلتقي بماضيها التي أرادت محوه، يظهر أمامها جليا على هيئة الأشخاص والرجال الذين جمعتها بهم علاقات غير شرعية، فيظل ماضيها حاجزا بينها وبين طريق التوبة التي أرادت سلكه.