يرغب معظمنا في القيام بواجبنا لتقليل بصمتنا البيئية، سواء كان ذلك ينطوي على استخدام حقيبة مدى الحياة، أو أخذ كوب إلى المقاهي أو غسل ملابسنا في درجة حرارة منخفضة.

ولكن وفقا للخبراء، فإن بعض هذه الممارسات المستدامة، رغم أنها مفيدة لكوكب الأرض، يمكن أن تضر بصحتنا، وفق ما نشره موقع Express.co.uk.

تحذير من زجاجة ماء

توفر زجاجات المياه القابلة لإعادة الاستخدام آلاف الأطنان من الزجاجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في مكب النفايات، كما أنها تنطوي على خطر الإصابة بالعدوى، كما يقول الدكتور بريمروز فريستون، الأستاذ المشارك في علم الأحياء الدقيقة السريري في جامعة ليستر.

ويشرح قائلا: "أظهرت الأبحاث أنه إذا لم تغسل زجاجة المياه الخاصة بك بشكل مناسب ومنتظم، يمكن أن تتراكم البكتيريا والعفن على سطح الزجاجة وداخلها، والتي إذا تم ابتلاعها، يمكن أن تجعلك مريضًا للغاية بالفعل".

واضاف: "في إحدى الدراسات، وجدت شركة تنقية المياه الأمريكية WaterFilterGuru أن مستويات البكتيريا المعوية مثل E. coli في زجاجات المياه التقليدية كانت أعلى من تلك الموجودة في مقاعد المراحيض".

وتابع: "من المهم أن تقوم بتنظيف الزجاجة بانتظام، كما تفعل مع أي أوانٍ فخارية متعلقة بالطعام، يمكن أن تضر المياه الملوثة بصحتك، وتسبب اضطرابات في الأمعاء مثل الإسهال والقيء، وفي حالة وجود العفن، فمن المحتمل أن تسبب الحساسية أيضًا".

وينصح الدكتور فريستون باستخدام سائل الغسيل مع الماء الساخن الذي تزيد درجة حرارته عن 60 درجة مئوية لأن درجة الحرارة هذه تقتل معظم مسببات الأمراض.

ويقول: "قم بتدوير المنظف والماء واتركه لمدة 10 دقائق أو نحو ذلك، ثم اشطفها جيدًا بالماء الساخن واترك الزجاجة حتى تجف - من الأفضل طوال الليل، لأن التجفيف الشامل مضاد للميكروبات أيضًا".

وتابع: "لمزيد من التلوث الشديد (من الاستخدام الطويل دون غسل)، أضف نصف خليط من الخل / الماء وانقعه لعدة أيام،  بعد ذلك، اشطفها جيدًا، ثم اغسل الحطام الميكروبي المتبقي باستخدام المنظفات والماء الساخن، ثم اشطف مرة أخرى وجفف، ومن المهم أيضًا تنظيف الأغطية أو أي ملحقات مثل المصاصات لأنها يمكن أن تحتوي أيضًا على ميكروبات".

ويشيرؤ فريستون إلى أن "نوع السائل الذي تضعه في زجاجة الماء الخاصة بك له تأثير كبير على ما ينمو بداخلها، فالسوائل التي يجب تجنبها بشكل خاص تشمل مخفوق البروتين ومشروبات الطاقة وعصائر الفاكهة أو أي شيء يحتوي على السكر لأن هذه العناصر الغذائية يمكن أن تحفز نمو أي بكتيريا أو عفن موجود".

أكياس البقالة القابلة لإعادة الاستخدام

ووجد الباحثون في جامعة أريزونا وجامعة لوما ليندا البكتيريا، بما في ذلك الإشريكية القولونية، في 99% من أكياس البقالة القابلة لإعادة الاستخدام التي اختبروها، وهذا ليس مفاجئًا للدكتور فريستون، الذي رأى نتائج مماثلة في استطلاعها الخاص.

وقال: "اللحوم النيئة والأسماك والفواكه والخضروات مغطاة بالبكتيريا والفطريات، وكذلك التغليف".

الاخبار الجيدة؟ في بحث الدكتور فريستون، لم يتطلب الأمر سوى ثلاث إلى أربع رشات من رذاذ السطح المضاد للبكتيريا لتطهير الأكياس البلاستيكية تمامًا.

ويضيف: "بالنسبة للأكياس القماشية، فإن الغسيل الساخن مرة واحدة على الأقل في الأسبوع والتجفيف الشامل سيساعد في إبعاد البكتيريا، ومع ذلك، إذا تسرب دم اللحوم أو الدواجن النيئة إلى أي كيس، فيجب عليك التفكير في التخلص منه لتجنب الإصابة بجرثومة المعدة، حتى لو كان الكيس يبدو نظيفًا بعد شطفه، وتنصح وكالة معايير الأغذية في المملكة المتحدة بأكياس محددة للحوم والأسماك النيئة وأكياس منفصلة للأغذية القابلة للتلف والتي لن يتم طهيها لتجنب التلوث المتبادل".

غسل الملابس في درجة حرارة منخفضة

وفقًا لصندوق توفير الطاقة، فإن غسل الملابس عند درجة حرارة 30 درجة مئوية بدلًا من درجات الحرارة المرتفعة سيوفر حوالي 40% من الطاقة المستخدمة كل عام، ولكن، كما يقول الدكتور فريستون، على الرغم من أن منظفات الغسيل قد تتخلص من الطعام والبقع الأخرى عند درجات حرارة منخفضة، إلا أن بعض الميكروبات قد تبقى.

ويوضح قائلا: "إن الغسيل بدرجة حرارة 30 أو 40 درجة مئوية لن يقتل البكتيريا، حيث أن معظم مسببات أمراض التسمم الغذائي تقتل عند درجات حرارة أعلى من 65 درجة مئوية، ويعد استخدام مطهر الغسيل فكرة جيدة لأنه يقتل البكتيريا ويساعد على تجنب تراكمها في موانع تسرب الأبواب وصواني المنظفات للغسالة".

خطأ شائع عند غسيل الملابس

إن غسل حمولة كاملة في الغسالة، بدلًا من وضع حمولة نصف حمولة، يوفر الماء والطاقة، ولكن إذا نفدت جواربك وانتهى بك الأمر إلى خلطها مع الملابس الأخرى وأغطية السرير ومناشف الشاي لتكوين حمولة كاملة، فإنك تخاطر بالتلوث المتبادل ونقل البكتيريا بين العناصر.

إذا كان المنظف مضادًا للبكتيريا، وكانت درجة حرارة الغسيل ساخنة - على سبيل المثال، 60 درجة مئوية - فلا ينبغي أن يمثل خلط الغسيل مشكلة لأن درجة الحرارة والمنظفات والمطهرات يجب أن تقتل معظم الميكروبات، بما في ذلك تلك الموجودة بأعداد كبيرة على مناشف الشاي.

ووفق ما قاله الدكتور فريستون: "مناشف الحمام والملابس الداخلية، إذا تم الغسيل في درجات حرارة منخفضة، فقد تبقى المزيد من البكتيريا".

استخدام قطع قماش في المطبخ

لقد اختار الكثير منا استبدال مناشف المطبخ والمناديل المبللة ذات الاستخدام الواحد بقطع قماش قابلة لإعادة الاستخدام، ولكن يجب أن نكون انتقائيين في كيفية استخدامها.

يقول الدكتور فريستون: "إن مناشف الشاي ومناشف الأطباق عرضة لالتقاط العديد من البكتيريا والفطريات التي تتلامس معها".

وأضاف: "في دراسة علمية، تم استخدام مناشف الشاي لمسح ألواح التقطيع المستخدمة لتحضير الدجاج، والتي كانت ملوثة بشكل طبيعي بالسالمونيلا - وتبين أن 90% منها أصبحت ملوثة".

ينصح الدكتور فريستون بتنظيف مناشف المطبخ وتجفيفها جيدًا بعد الاستخدام لتجنب انتشار الجراثيم حول مطبخك.

مواد التغليف

تعتبر أغلفة شمع العسل بديلًا أكثر خضرة لطبقة التغليف ذات الاستخدام الواحد لأشياء مثل تغليف السندويشات وتغطية بقايا الطعام

لكن تعليمات الشركة المصنعة تنصح بضرورة غسلها بالماء البارد فقط.

يقول الدكتور فريستون: "أي طعام غير مطبوخ - اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان والفواكه والخضروات - يمكن أن يحتوي على مسببات الأمراض البكتيرية والفطرية، وحتى الأطعمة المطبوخة مثل الدجاج يمكن أن تترك وراءها آثارًا ستصبح خطيرة إذا لم يتم غسلها بشكل صحيح".

وأضاف: "الشطف بالماء البارد سوف يزيل الحطام السطحي، ولكن درجة حرارة الماء لن تقتل البكتيريا، وقوة القص المائية قد لا تزيل جميع الكائنات الحية الدقيقة الموجودة، حيث إن طبيعة سطح الشمع المقاومة للماء قد تساعد البكتيريا على الالتصاق بشكل أفضل".

الملابس المستعملة

يساعد شراء المنتجات القديمة أو المستعملة في دعم الاقتصاد الدائري، لكن دراسة نشرت في المجلة الإيرانية للصحة العامة وجدت أنه بالإضافة إلى الحصول على صفقة رابحة، قد تخاطر أيضًا بالإصابة بعدوى ميكروبية أو مرض جلدي فطري من ارتداء أشياء غير مغسولة.

ووجدت الدراسة نفسها أن الملابس المستعملة التي تم غسلها لا تحتوي على أي تلوث.

تأكد من وضع أي ملابس قديمة ومستعملة في الغسالة قبل ارتدائها.

السماد

يحافظ التسميد على قشور الطعام والنفايات العضوية الأخرى، مثل القهوة المطحونة، من مكب النفايات، مما يساعد على تقليل انبعاثات غاز الميثان وبناء تربة صحية لحديقتك أيضًا.

لسوء الحظ، تحب الفئران دفء صندوق السماد، ويمكنها حمل البكتيريا التي يمكن أن تسبب مرض ويل ونشرها عن طريق بولها.

على الرغم من أن فرص الإصابة بالعدوى منخفضة، فمن الأفضل توخي الحذر وبذل كل ما في وسعك لإبعادها عن السماد الخاص بك.

قطعة قماش لإزالة المكياج

تتمتع قطعة قماش واحدة قابلة لإعادة الاستخدام لإزالة المكياج أو قطعة قماش من الموسلين بالقدرة على استبدال مئات من الفوط أو المناديل المبللة المصنوعة من الصوف القطني، مما يقلل من النفايات ويساعد على البيئة.

ولكن من الناحية المثالية، ينبغي استخدامها مرة واحدة فقط، ثم غسلها في الغسالة على دورة لا تقل عن 40 درجة مئوية.

لا يكفي الشطف السريع في الحوض لإزالة الزيت والأوساخ والمكياج المتراكم على المناديل.

يمكن أن تؤدي إعادة استخدامه دون غسله جيدًا إلى انتقال البكتيريا من المناديل إلى بشرتك، مما قد يتسبب في ظهور البثور.