: أسبوع التحصين العالمي

almessa 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعـــلان

»»

بقلم: د.محمد يحيى فرج

(مدرس الميكروبيولوجيا والمناعة بكلية الصيدلة جامعة مدينة السادات)

في العصور الماضية، ومنذ حوالى ثلاثمائة عام، كان العالم يئن تحت وطأة عدوى فيروسية خطيرة آخذة في التفشي ونشر الموت والمعاناة كوحش كاسر لا يعرف الرحمة أو الشفقة.

واستمر تفشي مرض الجدري في ذلك الوقت وبلغ عدد ضحاياه الملايين من البشر، مما يدل على هول الفاجعة الناجمة عن هذا الوباء المميت.
في هذه الأثناء، كان “ادوارد ﭼينر”- ذلك الطبيب البريطاني العبقري- يحاول أن يتوصل إلى علاج ناجع للوقاية من هذا المرض الذي يفتك بضحاياه بلا هوادة.
انكب ﭼينر على دراسة فكرة التلقيح التي كانت معروفة في البلاد الآسيوية ولكن بشكل أولي وغير راسخ الدعائم، ولاح أمامه في هذه الوسيلة بصيص أمل للقضاء على هذه العدوى الخطيرة.
وأثمرت جهود هذا العالم العبقري في نهاية المطاف في أواخر القرن الثامن عشر وسجل اسمه في التاريخ كمخترع للقاح الجدري وكرائد مفهوم اللقاح بكل استحقاق.

وتوالت الأيام والعالم يتوسع في استخدام لقاح الجدري حتى وصل العالم إلى اللحظة التي تم الاعلان فيها عن القضاء على الاصابة بهذا الفيروس تماما.
وفي الماضي القريب يتجلى أمامنا مثال آخر على مرض فيروسي خطير هو مرض شلل الأطفال بكل معاناته وتداعياته، هذا المرض الذي ليس له علاج حاسم حتى الآن، و لكن بإستخدام اللقاحات وبتعميم استخدامها فقد قلت معدلات الإصابة به عالميا بنسبة 99% ،وقارب العالم على القضاء على الإصابة بهذا المرض الخطير ليلحق بزميله الجدري الذي رحل غير مأسوف عليه.

وفي العصر الحاضر وبعد توالي منجزات اللقاحات المبهرة ورسوخ أثر اللقاحات الفعال في مقاومة الامراض المعدية و القضاء عليها، ومع ذيوع فكرة الايام الطبية وتخصيص ايام معينة لنشر الوعي بالمواضيع الصحية المهمة، كان لابد أن يكون للقاحات حظها الوافر من هذه المناسبات الصحية، فتم التوافق على أن يكون الاسبوع الاخير من شهر أبريل كل عام اسبوعا عالميا للتحصين باللقاحات ومناسبة سنوية للتذكير بأهمية هذه المستحضرات البيولوجية المبهرة وفرصة لنشر الوعي على اوسع نطاق بدورها الفعال وفرصة للدعوة إلى توفير الدعم لنشر الفوائد الجمة لها أكثر وأكثر.
فعندما يحين الرابع والعشرين من أبريل يبدأ الاحتفال بهذا الاسبوع المخصص للقاحات والتحصين وتنطلق مختلف الفعاليات وتتواصل حتى الثلاثين من أبريل كل عام.

ويأتي الاحتفال هذا العام مصحوبا بنكهة خاصة تميز الذكرى الخمسين لإنطلاق البرنامج الموسع للتحصين عام 1974 من قبل منظمة الصحة العالمية ،والذي يهدف إلى توفير اللقاحات لجميع الأطفال.

تأتي هذه الذكرى وقد رسخ هذا البرنامج نجاحه الباهر في مقاومة الكثير من الامراض المعدية التي كانت تفتك بالأطفال فيما سبق. وهذا الدور المحوري للقاحات يجب أن يصل للآباء والأمهات جميعا وأن تسود ثقافة الالتزام بجدول التطعيمات للأطفال في مواعيدها المحددة و أن يدرك الجميع خطورة التخلف عن تناول الأطفال للتطعيمات وما قد يسببه ذلك من تفشي امراض معدية تضر بالطفل ومن حوله.

إن المتأمل في مسيرة الإنسان مع اللقاحات فإنه لا يحتاج لطويل وقت حتى يدرك أهمية هذه المستحضرات البيولوجية وأهمية استغلال هذا الأسبوع العالمي في نشر الوعي وتدعيم ثقافة التحصين، لعله يأتي اليوم الذي تنضم فيه باقي الامراض المعدية إلى الجدري وشلل الأطفال ويرحلوا عن عالمنا غير مأسوف عليهم!

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" almessa "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??