belbalady.net ستندهش إذا علمت أن  نصر الدين طوبار رسب في امتحان الإذاعة 6 مرات ونجح في السابعة وسيلفت نظرك أنه صحِب الرئيس السادات في زيارته للقدس وكتبت الصحف الألمانية بأنه صاحب صوت فريد.

ولد نصر الدين طوبار في يناير عام 1920، في مدينة المنزلة التابعة لمحافظة الدقهلية وأتمَّ حفظ القرآن وهو في السابعة من عمره، وألحقه والده بالمدرسة الأولية في المنصورة، لدراسة اللغة العربية، كما درس علم القراءات والحديث.

كان نصر الدين يقرأ القرآن في منزله وبين أصدقائه وفي السرادقات التي يقيمها المعارف في المناسبات، فاقترح عليه أصدقاؤه التقدم لامتحان الإذاعة، لكنه رسب خمس مرات حتى سئم الأمر، لكن أصدقاءه أقنعوه بتكرار المحاولة، لإيمانهم الشديد بموهبته، فرسب في المرة السادسة وعندما اتجه لتعلُّم المقامات على يد الموسيقار محمد عبد الوهاب، نصحه بالاتجاه لإنشاد التواشيح الدينية؛ نظرًا لامتلاكه لطبقة صوت نادرة، وأخيرًا نجح نصر الدين طوبار في امتحانه السابع في الإذاعة، لأنه وجد مَن وضعه على بداية الطريق.

في عام 1956، أُذيعت أولى لياليه على الهواء من مسجد الحسين رضي الله عنه، وذاع صيته بعد تلك الحفلة، فعمِل مبتهلاً به، وعُرِف بابتهالات الفجر التي كان ينشدها قبل صلاة الفجر، عقِب قراءة الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، التي ربطت بينهما علاقة قوية، ثم عمِل قارئًا ومنشدًا بمسجد الخازندار بشبرا.

وللشيخ طوبار ما يقرب من 200 ابتهال، تنوعت ما بين مناجاة لله، ومدح للرسول وآل بيته، وأنشد للعديد من الشعراء، كأحمد شوقي، وعبد الفتاح مصطفى، ومرسي جميل عزيز، وصالح جودت، كما أنشد من الصوفية للبوصيري، والقيرواني، والحصري.. وقد وضع الموسيقيين لتلك الأناشيد والابتهالات قوالبًا موسيقية تلائم كلاًّ منها، فتعاون مع بليغ حمدي وكمال الطويل.. ومن بين تلك الابتهالات:

"رباه، يا مالك الملك، مجيب السائلين، جل المنادى، مؤنسي في وحدتي، يا نصير المظلومين، فاطر الأكوان، يا بارئ الكون، سبحانك يا غافر الذنوب، أنا العبد المقر بكل ذنب، غرور أنت يا دنيا، يا زمان الرسول، يا آل طه، بحق طه ترحمني، السيدة فاطمة الزهراء، الطير سبحه".

لم تقتصر ابتهالات الشيخ نصر الدين طوبار على المجالات التي ذكرناها سابقًا، فقد اهتم بالمناسبات الوطنية، فأنشد خلال أحداث حرب أكتوبر ابتهالَيْن، أحدهما كان في ال9 من أكتوبر بعنوان: "سبَّح بحمدك الصائمون"، وفي 14 من أكتوبر أنشد ابتهالاً آخر بعنوان: "انصر بفضلك يا مهيمن جيشنا"، فساهم هذان الابتهالين في تحريك مشاعر الجنود قبل الشعب، حتى أنَّ الرئيس السادات اتصل به وقال له: "يا نصر أنتَ اسم على مُسَمّى"، وفي عام 1977، اصطحبه الرئيس السادات في زيارته إلى القدس، فابتهل في المسجد الأقصى.

زار طوبار العديد من الدول العربية، والإسلامية، والأوروبية، وكتبت عنه الصحف الألمانية تقول: "صوت نصر الدين طوبار، يضرب على أوتار القلوب".

في عام 1978، سجل المصحف المجود للتليفزيون السعودي، بالتعاون مع الشيخ محمود البجيرمي.. كما أنشد في قاعة ألبرت هول في لندن عام 1980، في احتفال المؤتمر الإسلامي، وفي نفس العام، اختير قائدًا ومشرفًا على فرقة الإنشاد الديني، التابعة لأكاديمية الفنون وقد رحل الشيخ نصر الدين طوبار عن عالمنا، في نوفمبر عام 1986ّ وعمره 66 عامًا.