: مزامير داود (الحلقة الثامنة) الشيخ كامل يوسف البهتيمى.. شيخ المشايخ

almessa 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعـــلان

كتبها- وليد شاهين

فرض نفسه على المستمعين وهو صبى.. ونال إعجاب الناس وذاع صيته

تردد فى التقدم للإذاعة خوفاً من رفضه بسبب عدم التحاقه بمعهد القراءات

قربه “عبد الناصر” إليه.. ودعاه لإحياء حفلات الرئاسة

تعرض لمحاولة اغتيال بوضع مخدر فى فنجان قهوة قبل إحياء سرادق عزاء ببورسعيد

الشيخ محمد ذكي يوسف الشهير بـ “كامل يوسف البهتيمى” من مواليد حي بهتيم بشبرا الخيمة محافظة القليوبية عام 1922.. وهو تلميذ الشيخ محمد الصيفي الذي تبناه واصطحبه في حفلاته وأخذ بيده من قريته التي نشأ بها واستضافه في بيته بالقاهرة.. فَعَرَفَ طريق الشهرة حتى أصبح مقرئ القصر الجمهوري فى عهد “عبد الناصر”.

ألحقه أبوه الذي كان من قراء القرآن الكريم بكُتَّاب القرية وعمره ستة سنوات، وأتم حفظ القرآن قبل بلوغ العاشرة من عمره، فكان يذهب إلى مسجد القرية بعزبة إبراهيم بك ليقرأ القرآن قبل صلاة العصر دون أن يأذن له أحد بذلك، وكانت ثقته بنفسه كبيرة فكان يطلب من مؤذن المسجد أن يسمح له برفع الآذان بدلاً منه، ولما رفض مؤذن المسجد ظل الطفل محمد ذكي يوسف البهتيمي يقرأ القرآن بالمسجد وبصوت مرتفع حتى جذب انتباه المصلين له وانبهر به الناس نظراً لحلاوة صوته وجودة أدائه، رغم حداثة سنه، فسمح له مؤذن المسجد أن يرفع الآذان مكانه تشجيعاً له وأذن له بتلاوة القرآن بصفة دائمة قبل صلاة العصر.

صار صيت الصبي “كامل البهتيمي” يملأ ربوع القرى المجاورة، حيث اعتداد على تقليد أداء الشيخان محمد سلامة ومحمد رفعت، وأخذ الناس يدعونه لأحياء حفلاتهم وسهراتهم خاصةً فى ليالى رمضان، فكان أبوه يرافقه، وظل على هذا الحال مدة طويلة حتى استقل عن أبيه وأصبح قارئاً معروفاً بالبلدة، وقارئاً للسورة يوم الجمعة بمسجد القرية، وكان لا يتقاضى عن ذلك كله مليما واحدا, وفى ذات ليلة فى مطلع الخمسينيات من القرن الماضى وبعد رجوعه من إحدى حفلاته القرآنية قال لأمه “أنه سيأتي يوم.. يصبح فيه من كبار مشاهير القراء في مصر”.

بدأت شهرة الشيخ “كامل البهتيمى” فى بداية عام 1952 عندما استمع إليه الشيخ محمد الصيفي، حيث ذهب ليستمع إلى تلاوته فى بهتيم دون علمه؛ فأعجب به وطلب منه أن ينزل ضيفاً عليه في بيته بحى العباسية بالقاهرة، فمهد له الطريق ليلتقي بجمهور القاهرة، وقدمه للناس على أنه اكتشافه، وبعد فترة وجيزة بدأ جمهور القاهرة يتعرف عليه، حتى ذاع صيته وأصبح قارئاً له مدرسة وأسلوبه في الأداء، واستطاع أن يثبت جدارته وأهليته لقراءة القرآن وسط كوكبة من مشاهير وعظام القراء بالقاهرة.

أتقن الشيخ علم القراءات وأحكام التلاوة من خلال الممارسة والاستماع الجيد إلى القراء مثل المشايخ “محمد رفعت، ومحمد سلامة، والصيفي، وعلى حزين”.

عرض عليه الشيخ محمد الصيفي في بداية 1953 أن يتقدم بطلب للإذاعة لعقد امتحان له أمام لجنة اختبار القراء؛ إلا أن الشيخ “كامل” رفض خشية أن يتم إحراجه لعدم التحاقه قبل ذلك بأي معهد للقراءات، ولكن المشايخ “الصيفي، وحزين” أقنعاه بضرورة التقدم لهذا الامتحان، بحجة أنه يمتلك موهبة تفوق كثيرين تعلموا بمعاهد القراءات, وبالفعل تقدم للامتحان وتم قبوله بالإذاعة المصرية في أول نوفمبر 1953، وتم تحديد مبلغ أربعة جنيهات شهرياً مقابل التسجيلات التي يقوم بتسجيلها للإذاعة، وتم تعيينه بعد ذلك قارئاً للسورة يوم الجمعة بمسجد عمر مكرم بميدان التحرير بالقاهرة.

يعد الشيخ “كامل البهتيمى” القارئ الوحيد الذي تأثر به وأحبه الشيخان “محمد صديق المنشاوي” و”مصطفى إسماعيل” وأعجبا بطريقته وأدائه الحسن، وكان لهم عدة حفلات قرآنية مشتركة، كما امتاز “البهتيمى” بمرونة الصوت.. فكان يصل إلى الجواب العالي أو جواب الجواب دون أن يؤثر ذلك على صوته.

ارتبط الشيخ “كامل البهتيمى” بعلاقة صداقة واحترام متبادل مع عدد من ضباط ثورة 23 يوليو 1952، وكان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يحبه حباً شديداً ويدعوه لأحياء معظم الحفلات التي تقام بمقر الرئاسة، حتى اعتقد الناس بأن تقربه من “عبد الناصر” كان الغرض منه التودد لأصحاب السلطة وسعياً وراء الشهرة، خاصةً أن معظم المشايخ فى ذلك الوقت ومن بينهم “مصطفى إسماعيل” كان أعضاء مجلس الثورة يعتبرونهم من بقايا العهد الملكى البائت.

يَذْكُر أحد أبناء الشيخ “البهتيمى” أنه بعد وفاته وبعد انتهاء الحقبة الناصرية تغيَّرت معاملة الحكومة لأبنائه، حتى بدأت الحكومة فى عهد الرئيس “السادات” تطالبهم بسداد ضرائب قديمة، كما امتنع التليفزيون والإذاعة المصرية عن إذاعة تسجيلات الشيخ فترةً من الزمن ليست بالطويلة، حتى أنصف تراثه عهد الرئيس “مبارك”.

تعرض الشيخ “كامل يوسف البهتيمى” عام 1967 لمحاولة إغتيال، قام بها مجهول بعد أن وضع له مواد مخدرة داخل فنجان من القهوة شربه الشيخ قبل جلوسه على كرسى القراءة أثناء استعداده لإحياء سرادق عزاء بمدينة بور سعيد، ونقل الشيخ على إثر ذلك إلى القاهرة لإسعافه، وبعد تلك الحادثة بأسبوع واحد أصيب الشيخ بشلل نصفي وتم علاجه واسترد عافيته، إلا أن صوته لم يعد بنفس القوة التي كان عليها عن ذي قبل, حتى وافته المنية بعد هذه الواقعة بعامين فى 6 فبراير 1969 وذلك بعد إصابته بنزيف حاد بالمخ بعد رحلة قرآنية امتدت لـ 47 عاما، وبعد رحيله قال الدكتور “فرحات عمر” الفنان المعروف بالدكتور “شديد” لأحد أبناء الشيخ: “أبوك يابني مات مقتولاً”.. رحمه الله شيخنا الجليل رحمة واسعة.

الشيخ كامل يوسف البهتيمى خلال إحدى الحفلات
الشيخ كامل يوسف البهتيمى مع والدته الحاجة ملكة أمام منزله فى بهتيم
الشيخ كامل يوسف البهتيمى

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" almessa "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??