belbalady خاص شفقنا- بيروت-
لا شك بأن حياة أمير المؤمنين علي “ع” حافلة بالإنجازات، فكانت حياةً نموذجيّة على كافة الصعد، وفي هذا السياق وحول مساهمات أمير المؤمنين بالإصلاح الاجتماعي، يقول الأستاذ في جامعة المصطفى الشيخ يوسف سرور في حديث خاص لوكالة “شفقنا” :”في البداية لا بد أنّ نعلم بأن أمير المؤمنين “ع” هو ترجمان الوحي وباب مدينة علم رسول الله “ص”، إضافة إلى كونه النبأ العظيم والقرآن الناطق مع القرآن الصامت، وهو أيضا ترجمة الوحي المبين، وحياته وسيرته عبارة عن تجسيدٍ للإسلام وخلقه وأحكامه وشريعته وعقيدته”.

وأضاف الشيخ سرور: حرص أمير المؤمنين “ع” على إيلاء اهتمام خاص بالجانب الاجتماعي للمجتمع الإسلامي حيث أنّه:

أوّلاً: رفع من شأن الفقراء في مقابل بقية الطبقات، حيث كان الفقراء مسحوقين ومهمشين، فجاء الأمير “ع” ورسّخ التفاضل فيما بينهم على أساس أداء الناس لواجباتهم وعدم تعدّيهم على حقوق الآخرين، متجاوزاً بذلك التمييز الطبقي والعرقي الذي كان سائداً في الأزمنة السابقة، فنرى أن أصحابه وحملة سره كان أغلبهم من الفقراء، كأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي وميثم التمار وغيرهم، ولولا اهتمام الإمام “ع” بهم لكانوا على هامش الحياة، لكن هذا الاهتمام خلد أسمائهم ورفع قيمتهم ومنزلتهم في التاريخ.

ثانياً: أمير المؤمنين لم يكن عنده تمييز في العرق أو في اللغة، فلم يكن يقدم العربي على غيرهم.

ثالثاً: في تزويجه لنفسه ولأبناءه من الأفراد الذين قد يكون البعض يضع علامات استفهام أو علامات تعجب عليهم، ويتسائلون عن كيفية أنّ أمير المؤمنين “ع” يتزوج ويزوج أبنائه من أفراد يعتبرون عاديين من حيث التصنيف الطبقي.

رابعاً: في قضية مكانة المرأة في منزلها وفي مجتمعها، فإننا نرى أن أمير المؤمنين “ع” تزوّج من خير نساء البشر، والتي كانت أنموذجا وقدوةً، أوّلا في حسن تبعلّها، وفي تربيتها لأبنائها، وثانيا في قيامها ومدافعتها عن حريم الولاية والحقوق المشروعة والثابته لها ولزوجها، وقيامها كخطيبة ومدافعة عن هذه الحقوق، إلى جانب تميزها في عبادتها واستشهادها في هذا السبيل، وأيضا في تقديمه لابنته زينب “ع”، التي كانت أنموذجاً وقدوة في أخلاقها وعفتها، وحسن تبعلها وتربيتها لأبنائها، وتضحيتها بهم في سبيل هذه الشريعة المقدسة وهذا الدين القويم وأيضا دورها ومساهمتها في كربلاء وما بعدها، وهذا يؤكدّ أن أمير المؤمنين “ع” كان حريصاً على حفظ المرأة وصون دورها وقدراتها….

لقراءة المزيد اضغط هنا

مهدي سعادي – شفقنا لبنان