اكتشف باحثون أن دواء تجريبيا استُخدم على القرود، أدى إلى إبطاء العملية التي تؤدي إلى تجمع بروتين تاو في التشابكات الضارة بالخلايا العصبية، والتي تظهر عادة في مرض الزهايمر وتحسين الأداء الإدراكي للحيوانات، والخطوة التالية هي تطوير دواء يمكن استخدامه على البشر.  

تركز الكثير من الأبحاث حول علاجات مرض الزهايمر (AD) على إزالة الأميلويد بيتا أو  تاو المتراكم، ولكن بحلول الوقت الذي تتراكم فيه هذه البروتينات الضارة، فمن المحتمل أنها تسببت بالفعل في تلف الخلايا العصبية.

منع تراكم الروتين السام

ومن الأفضل إذن إيجاد طرق لمنع تراكم البروتين السام قبل حدوثه. هذا ما فعله الباحثون في كلية الطب بجامعة ييل، بالتعاون مع جامعة جونز هوبكنز لتحديد دواء تجريبي يبطئ عملية فسفرة تاو، وهي العملية التي تؤدي إلى تراكمه وتلف الخلايا العصبية اللاحقة في مرض الزهايمر.

في الأدمغة السليمة، ينظم تاو تجميع وصيانة الاستقرار الهيكلي للأنابيب الدقيقة، والتي توفر العمود الفقري الهيكلي للمكونات العصبية. ومع ذلك، في مرض الزهايمر، يظهر تاو زيادة الفسفرة - حيث تضاف مجموعات الفوسفات إلى ببتيد تاو - مما يتسبب في تجمع تاو في التشابكات الليفية العصبية، وهي سمة مرضية رئيسية للحالة.

 تشير الأبحاث إلى أن الالتهاب في الدماغ المتقدم في السن يساهم في فسفرة تاو في الشكل الشائع المتأخر من مرض الزهايمر، والمعروف أيضًا باسم مرض الزهايمر المتقطع.

ركز الباحثون اهتمامهم على إنزيم الدماغ غلوتامات كربوكسي بيبتيداز II (GCPII). لا يقتصر الأمر على زيادة تعبير GCPII بسبب الالتهاب، ولكنه يؤدي إلى تآكل التأثيرات الوقائية التي يوفرها مستقبل الغلوتامات الأيضي 3 (mGluR3)، وهو مستقبل على الخلايا العصبية يسهل الوظائف الإدراكية العليا.

لقد اختبروا مثبط GPCII المسمى 2-MPPA، الذي تم تصنيعه بواسطة برنامج Johns Hopkins Drug Discovery، على قرود المكاك الريسوسي المسنة التي تحتوي على GCPII وأمراض تاو التي تحدث بشكل طبيعي، وتم إعطاء الدواء يوميًا لمدة ستة أشهر.

 ووجد الباحثون أن 2-MPPA قلل من فرط فسفرة تاو، وأظهرت القرود المعالجة بالدواء تحسنًا إدراكيًا ولم يكن لها أي آثار جانبية واضحة.

يقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تثبيط GCPII قد يكون مفيدًا بشكل خاص في تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر المتقطع الناجم عن الالتهاب. والخطوة التالية هي تطوير دواء يمكن استخدامه على البشر.