: عندما تضرب إسرائيل بالقيم التي طالما تغنى بها الغرب، عرض الحائط

shafaqna 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

belbalady شفقنا- إن ما تقوم به إسرائيل اليوم في قطاع غزة، لا يقتصر على قتل المدنيين واجتراح الإبادة الجماعية وممارسة العقاب الجماعي ضد شعب أعزل، إنما يتمثل أيضا في الدوس على القيم التي طالما تغنى بها الغرب من حقوق إنسان وعدالة وديمقراطية وحرية وحكم رشيد وما إلى ذلك.

إن مؤسسات ومنظمات بما فيها الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها وقيم مثل الإعلان العالمي لحقوق الانسان والمعاهدات المعنية بحقوق وقواعد الحرب و…، هي في الأغلب موروث نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية والتي ساهمت في تبلوره وتشكيله الدول الغربية على وجه التحديد.

إن نقطة الضعف الغربية إنما تكمن في المأزق الأخلاقي الذي يعيشه والتناقض بين ما يقدمه من دروس ومحاضرات عن القيم، وممارساته الفعلية. فالعالم الغربي يقدم على مدى عقود هذه المؤسسات والمنظمات على أنها عالمية ويرى أن هذه القيم لا تنحصر على معسكر وفئة بعينها بل تنسحب على البشرية برمتها من جميع الشعوب والقوميات والأعراق.

لكن هذه الدول الغربية منحت إسرائيل موقعا يُستثنى من المحاسبة وكل القواعد والقيم والقوانين التي أقرها هو ويغمض عينيه على الكثير من ممارسات وفظاعات اسرائيل في انتهاك وخرق حقوق الانسان وحقوق الحرب وممارسة السياسات العنصرية والتمييزية و… .

فقد انتهكت اسرائيل في حربها اليوم على غزة جميع مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وهي ترتكب من خلال قطع إمدادات المياه ومنع إدخال الطعام والوقود إلى غزة وتكثيف الحصار عليها وقصف المستشفيات ومحاولة تهجير أهالي غزة من أرضهم و…، إبادة جماعية يعاقب عليها القانون الدولي.

ولعقود اتبعت اسرائيل نموذجا أطلقت عليه “توازن الرعب” لحفظ أمن كيانها وسكانها، بمعنى أنه إن نفذت مجموعة فلسطينية عملا عسكريا ضد الاسرائيليين، فانها ستكبد المدنيين الفلسطينيين خسائر بعشرة أمثال الخسائر التي لحقت بها هي أو أكثر ويتمثل ذلك في القصف المتتالي للمدنيين الفلسطينيين وترى أن توازن الرعب هذا وفر لها أمنها وأمن سكانها.

غير أن عملية “طوفان الأقصى” أظهرت أن هذه السياسة والتوازن، لم يفيان بالغرض المنشود وأن هذه الاستراتيجية الاسرائيلية منيت بالفشل. لكن السلطات الصهيونية تصر على تشديد الغارات الجوية على الأحياء السكنية والمدنيين الفلسطينيين في غزة لإعادة إقرار سياسة توازن الرعب من جديد، لكن جل المراقبين يرون أن هذه السياسة باتت استراتيجية مهزومة.

إن الدول الغربية ليست التزمت صمت المقابر تجاه جرائم الحرب الإسرائيلية فحسب بل أصبحت من خلال تأييد ومباركة الممارسات الإسرائيلية وحتى دعم تل أبيب بالسلاح والإمدادات اللوجستية شريكا في جرائمها.

وفي ضوء الصمت والتأييد وحتى الدعم الذي يقدمه الغرب لماكينة القتل والإجرام الاسرائيلية في غزة، هل يملك الغرب ما يقوله في يوم من الأيام إن وقعت حادثة مماثلة في بقعة من بقاع الأرض تتغاير سياساتها وتوجهاتها مع الغرب وأن يطلب من الدولة أو الدول ذات الصلة الكف عن قتل المدنيين العزل. وهل يستطيع الغرب الذي يقف اليوم خلف اسرائيل بكل ما تفعله، رفع عقيرته بمعارضة الأفعال التي أيدها وساندها حين ارتكبتها اسرائيل إن وقعت في موقع آخر من العالم.

وعندها سيسأل العالم، الغرب، هل أن الشعب الفلسطيني والمدنيين في غزة، لم يكونوا بشرا في أكتوبر 2023 حتى يُقتلوا ويُبادوا بدعم وإسناد من الغرب ذاته؟

والان حيث تحولت عبارة “لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها” إلى ذريعة وغطاء لاقتراف إبادة جماعية ضد أهالي غزة، فلم لا نسمع أبدا عبارة “من حق فلسطين أن تدافع عن نفسها”.

ويتساءل المرء: إن كان من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، فلِمَ لا يحق للفلسطيني المحتلة أرضه، الذود عن أرضه ووطنه الذي تحتله إسرائيل.

انتهى

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" shafaqna "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??