استخدم الباحثون طريقة تصوير الجسم بالكامل لقياس وتتبع استجابة الجسم المناعية للعدوى الفيروسية، وتُعد هذه الطريقة منصة واعدة لدراسة مناعة الإنسان بمزيد من التفصيل، ويمكن استخدامها لتقييم علاجات السرطان ودراسة الأمراض المعدية وأمراض المناعة الذاتية الأخرى.

التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني

الآن، طور باحثون من جامعة كاليفورنيا في ديفيس هيلث طريقة غير جراحية لقياس خلايا غير مخصصة CD8 + T واستجابتها للعدوى الفيروسية باستخدام التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني لكامل الجسم (PET).

يتضمن التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني الديناميكي لكامل الجسم حقن كمية صغيرة جدًا من مادة تتبع النظائر المشعة في المريض، يليها تصوير مستمر على مدى فترة من الزمن، مما يؤدي إلى إنشاء فيلم يوضح حركية التتبع داخل الجسم. ثم يتم استخدام النماذج الرياضية لاستخراج المعلومات ذات الصلة بيولوجيا.

وسجل الباحثون 3 بالغين أصحاء و5 يتعافون من عدوى كوفيد-19 بأعراض خفيفة إلى متوسطة لا تتطلب دخول المستشفى. تم حقن المشاركين بكمية صغيرة من السائل المشع الذي يحتوي على جهاز إشعاعي مناعي الذي يستهدف خلايا CD8 البشرية.

خضع كل مشارك لفحص ديناميكي لمدة 90 دقيقة، وفحص لمدة 60 دقيقة بعد 6 ساعات، وفحص لمدة 60 دقيقة بعد 48 ساعة من الحقن باستخدام جهاز التتبع الإشعاعي.

 سمحت النمذجة الحركية للباحثين بفصل تأثير الدورة الدموية على الأنسجة وقياس امتصاص المتتبع الإشعاعي في الأنسجة بشكل مستقل عن وقت إجراء التصوير والاختلافات في دم كل مشارك.

وأظهرت الصور امتصاصًا عاليًا لخلايا CD8+ T في الأعضاء اللمفاوية لجميع المشاركين. وكانت أعلى نسبة في الطحال، يليه نخاع العظم والكبد واللوزتين والعقد الليمفاوية. بشكل ملحوظ، لاحظ الباحثون زيادة في تركيزات خلايا CD8 + T في النخاع العظمي لدى مرضى كوفيد المتعافين مقارنة بالمجموعة الضابطة. 

بعد 6 أشهر من الإصابة بفيروس كورونا، أظهرت فحوصات المتابعة أن تركيز خلايا الذاكرة التائية لدى المرضى المتعافين كان أعلى قليلًا من عمليات المسح التي تم إجراؤها عند خط الأساس في جميع مناطق نخاع العظم.

ومن خلال دراستهم، قدم الباحثون منصة جديدة لدراسة الاستجابة المناعية والذاكرة البشرية في جميع الأعضاء بطريقة غير جراحية، يمكن استخدامها لتقييم الاستجابة للعلاج لدى مرضى السرطان وقد تمتد إلى دراسات الأمراض المعدية وأمراض المناعة الذاتية وزرع الأعضاء.