اكتئاب ما بعد الولادة (PPD)، هو نوع فرعي شائع من اضطراب الاكتئاب الشديد، هو أكثر قابلية للوراثة من الحالات النفسية الأخرى.

ومع ذلك لم تتم دراسة وراثة اكتئاب ما بعد الولادة مقارنة بهذه الحالات النفسية الأخرى، مثل القلق والاضطراب ثنائي القطب.

العوامل الوراثية لـ اكتئاب ما بعد الولادة

ولمعالجة ذلك، قاد الباحثون في كلية الطب بجامعة نورث كارولاينا فريقًا دوليا من الباحثين لإجراء أكبر التحليلات التلوية على الإطلاق لدراسات الارتباط على مستوى الجينوم (GWAS) لدراسة البنية الجينية لـ PPD.

أظهرت أبحاثهم المنشورة في المجلة الأمريكية للطب النفسي أن ما يقرب من 14% من التباين الملحوظ في حالات اكتئاب ما بعد الولادة يمكن أن يعزى إلى عوامل وراثية مشتركة.

لا يكون اضطراب اكتئاب ما بعد الولادة (PPD) لدى المريض في كثير من الأحيان مجرد نتيجة لعوامل بيئية، مثل الصدمة السابقة.

وبدلا من ذلك فإن قابلية الإصابة بـ اكتئاب ما بعد الولادة (PPD) تحمل عنصرا وراثيا مهما.

الباحثون، بقيادة المؤلف الأول جيري جوينتيفانو، أستاذ مساعد في الطب النفسي في كلية الطب بجامعة نورث كارولينا، كشفوا أيضًا عن الهندسة الوراثية لـ اكتئاب ما بعد الولادة PPD، والتي أفادوا أنها ترتبط بشكل كبير بالهندسة الوراثية للاكتئاب الشديد، والاضطراب ثنائي القطب، اضطرابات القلق، واضطراب ما بعد الصدمة، والأرق، ومتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، وهذا يعني أن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة من المحتمل أن تحدث نتيجة للتفاعل بين نفس الجينات المشاركة في هذه الحالات النفسية والهرمونية الأخرى.

وقال جوينتيفانو: «لقد درسنا حوالي 1.1 مليون منطقة من الجينوم البشري، ويمكننا أن نرى أن اضطراب الشخصية التقدمية لديه توقيع وراثي مماثل لهذه الحالات النفسية الأخرى، ويبدو أن عوامل الخطر الجينية للاكتئاب المزمن تشترك فيها اضطرابات أخرى، مثل: الاكتئاب الشديد، والاضطراب ثنائي القطب، والقلق».

اكتشف الباحثون أيضًا أن المناطق الوراثية التي تحتوي على الخلايا العصبية GABAergic ترتبط بـ اكتئاب ما بعد الولادة PPD، خاصة في المهاد وتحت المهاد.

وتتحكم الخلايا العصبية GABAergic في إطلاق الناقل العصبي GABA.

ومن المعروف أن البريكسانولون، وهو علاج اكتئاب ما بعد الولادة الوحيد المعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ينتشر في جميع أنحاء الجسم والدماغ.

واكتشف باحثو UNC في وقت سابق من هذا العام أن الدواء يعمل من خلال الخلايا العصبية GABAergic لعلاج أعراض اكتئاب ما بعد الولادة بفعالية كبيرة، ولكن الآن، يشير هذا البحث الجديد إلى أن البريكسانولون من المحتمل أن يعمل على الخلايا العصبية GABAergic في منطقتين محددتين في الدماغ.

وقال جوينتيفانو: «إننا ننظر إلى النتائج التي توصلنا إليها باعتبارها تحسينًا للآلية التي يعمل بها البريكسانولون»، مضيفا: «لدينا الآن أدلة أولية تشير إلى أننا يجب أن نستهدف الخلايا العصبية GABAergic في المهاد وتحت المهاد من أجل الأبحاث المستقبلية».

وبالرغم من أن الباحثين كشفوا الكثير عن علم الوراثة لـ اكتئاب ما بعد الولادة PPD، إلا أنهم لا يزال لديهم مجموعة بيانات محدودة، أكثر من أي وقت مضى.

وفي دراستهم، استخدم جوينتيفانو وزملاؤه 18 مجموعة من أصل أوروبي (17339 حالة اكتئاب ما بعد الولادة و53426 مجموعة ضابطة)، ومجموعة واحدة من أصل شرق آسيوي (975 حالة اكتئاب ما بعد الولادة و3780 مجموعة ضابطة)، ومجموعة واحدة من أصل إفريقي (456 حالة اكتئاب ما بعد الولادة و1255 مجموعة ضابطة).