belbalady.net بيديه الصغيرة يمسح آثار الغبار عن وجهه، وباليد الأخرى يحمل حيوانه الأليف، يخرج من بين الأنقاض، أو يجلس في المستشفى ليتلقى العلاج، فيصحبه معه ولا يتخلى عنه أبداً، فهل تعتقد إنه سيتخلى عن أرضه؟، هذا ما حدث في بعض اللقطات التى أخذت لأطفال فلسطين بعد قصف غزة واستشهاد عدد كبير منهم في عمر الزهور الذين غرقوا في دمائهم، والذي بقى منهم على قيد الحياة وفقد عائلته، والبعض الآخر منهم ظهر متمسكاً بآخر ما لديه من حياة ووفاء مع حيواناتهم الأليفة التي يمتلكونها، وكأنهم يقولون للعالم نحن لازلنا نحافظ على إنسانيتنا.

لم يتخل عن حيوانه الأليف.. فكيف يتخلى عن أرضه؟

مشاهد الدمار التي لحقت بغزة بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي للمدانيين العزل، خاصة الأطفال الذين راحوا ضحية الاعتداء الغاشم، لم تكن تتصدر المشهد فحسب، فمشاهد الضحايا من الشهداء الأطفال ادمت قلوب العالم العربي، وعلى الجانب الآخر كان للأطفال رأياً مختلف، حيث تمسكوا بالحياة وسط هذا الكم من الدمار كان بمثابة شُعلة الأمل، حيث ظهر بعضهم مبتسماً بعد تأكده من نجاة أفراد عائلته.

 

وظهر العديد من الأطفال وهم يحملون كلابهم وقططهم، حتى العصافير، التي لم تطير خوفاً وفزعاً، بل استسلمت لقدر الله، وظلت واقفة صامدة على كتف صديقها الذي يعلوه الرماد الذي تسببت فيه القذائف المميتة، والتى ظهرت فى إحدى الصور المنتشرة على مواقع التواصل الإجتماعى مع الصور الأخرى لأطفال يحملون حيواناتهم الأليفة.

من بين الخوف والابتسامة فرحاً بقدرة الأطفال الصغار على حماية حيواناتهم الأليفة إلا أن الألم لم ينسى، ولم يجعلهم الخوف يتركون أوطانهم، فهم لم يتخلوا عن حيواناتهم الأليفة، فهل يعتقد أحد أنهم سيتخلون عن أرضهم؟.