هكذا تواجه ألمانيا الموجة الثانية من كورونا!

trends 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حتى الآن نجحت ألمانيا نسبياً في احتواء انتشار فيروس كورونا وتداعياته على الصعد كافة. ولكن كيف تبدو استعدادات البلاد لمواجهة الموجة الثانية من الجائحة في ظل افتتاح المدارس وعودة عدد أكبر من السياح المصابين بالفيروس؟

بدأ العام الدراسي الجديد في بعض الولايات الألمانية، وذلك بعد انقضاء العطلة الصيفية وبعد إغلاق المدارس في آذار/مارس الماضي في ظل جائحة كورونا. في الإغلاق اقتصر التعليم المدرسي على التعليم عن بعد بواسطة الانترنت، فقط بعض المقررات استدعت الحضور الحقيقي للتلاميذ في الصفوف.

"نشعر بالحنين للعودة للحياة الطبيعية، بيد أننا في وضع غير طبيعي، تحذر سوزانا يوهنا رئيس جمعية الأطباء الألمان Marburger Bund. وترى سوزانا أن ألمانيا قد دخلت بالفعل في الموجة الثانية من كورونا، وذلك نظراً لارتفاع عدد حالات العدوى. وقالت في تصريح لصحيفة ألمانية أن الموجة الثانية "مسطحة".

تلزم ولاية شمال الراين- فيستفاليا التلاميذ والمعلمين بارتداء الكمامة في الصفوف اعتباراً من الصف الخامس. الولايات الأخرى تعتبر ذلك مبالغة، وتريد في البداية حصر الإلزام خارج الصفوف.

التباعد خارج الصفوف، أما في داخلها فيجلس التلاميذ بجانب بعضهم البعض.

تراجع الانضباط

تحذر الطبيبة سوزانا يوهنا أن الموجة الثانية يمكن احتواءها فقط عن طريق التباعد الاجتماعي والتزام قواعد النظافة، طالما لا يوجد علاج فعال لكوفيد-19 أو عقار يحمي منه. ما سبق يتطلب السير قدماً في الانضباط، وهذا ما تلاحظ تقلصه شيئاً فشيئاً عند المواطنين.

بدأت في المدارس تغييرات في الحياة اليومية للتلاميذ، ساعات الدوام والاستراحات والطوابير. صممت التغيرات لتجنب اتصال تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات بعضهم ببعض. "لا فائدة إذا حييتم بعضكم في الصباح بالعناق في وسائل المواصلات، ثم تلتزمون بالتباعد هنا في المدرسة"، يقول ماركوس ريمير، وهو مدير مدرسة ثانوية في مدينة روستوك شمال ألمانيا للتلاميذ في بداية العام الدراسي الجديد.

التباعد خارج الصفوف، أما في داخلها فيجلس التلاميذ بجانب بعضهم البعض. تلزم ولاية شمال الراين- فيستفاليا التلاميذ والمعلمين بارتداء الكمامة في الصفوف اعتباراً من الصف الخامس. الولايات الأخرى تعتبر ذلك مبالغة، وتريد في البداية حصر الإلزام خارج الصفوف.

متى يصبح الفحص إلزامياً؟

يعمل وزير الصحة الاتحادي ينس شبان على إصدار قانون يصبح بموجبه الخضوع لفحص كورونا إجبارياً: "أعددنا مسودات، نريد أن نناقشها مع الولايات، إذ أن الفحص سيجري في المطارات ومحطات القطارات. حتى إقرار القانون سيبقى الخضوع للحجر الصحي على جميع القادمين من المناطق المصنفة خطراً خارج البلاد". وذكر الوزير في تغريدة أن في المستقبل سيتوجب على مواطني الدول من خارج الاتحاد الأوروبي إبراز نتيجة فحص سلبية تعود لساعات قليلة سابقة قبل السماح له بالدخول إلى الاتحاد.

لا يلتزم إلا القليل بإجراءات العزل بعد العودة من تلك المناطق الموبوءة. على سبيل المثال من يصل من الولايات المتحدة يعطى ورقة في المطار يطلب منه بموجبها مراجعة السلطات الصحية في محل إقامته. ليس هناك أي شكل من أشكال تبادل المعلومات بين سلطات الحدود والسلطات الصحية. ويسمح لأقارب العائد من السفر من المناطق الخطرة والمقيمين معه بنفس المنزل بالتحرك بحرية.

عالمة الفيروسات الألمانية أولريكه بروتسر تحذر في مقابلة مع القناة الأولى الألمانية ARD من أن "نتيجة الفحص قد تكون سلبية؛ لأن الفيروس يكون في فترة الحضانة ولن تظهر النتيجة الإيجابية إلا بعد مرور أربعة أيام على العدوى".

تقوم استراتيجية وزارة الصحة في مواجهة الموجة الثانية على اكتشاف البؤر واحتواءها في المناطق التي تظهر فيها. ومن هنا لن يتم توزيع أسرة العناية المركزة في كل أنحاء البلاد، بل وفق الحاجة وحسب تطورات الوضع.

لا إغلاق شامل!

يرغب الساسة قدر الإمكان في أن تسير الحياة اليومية كالمعتاد في ظل الموجة الثانية. ما يريدون تجنبه هو الإغلاق الكامل للشركات والمعامل والمدارس. وهذا ما أكدته وزيرة التعليم في ولاية شليسفيغ - هولشتاين في مقابلة مع "دويتشلاند فونك" كارين برين.

ويأمل الساسة كذلك في أن يساعد تطبيق التعرف على المصابين بكورونا على مواجهة الموجة الثانية، "كورونا – وارن" تم تحميله من قبل 16.5 مليون مقيم في ألمانيا.

الباحث في مجال الأوبئة في جامعة هومبولت ومعهد روبرت كوخ، ديرك بروكمان، يؤكد لـ DW أن التطبيق سيساعد ألمانيا في التنبؤ بالتطورات والتغلب على الموجة الثانية: "أصبحنا بمقدورنا حساب العملية بحيث نستطيع توقع منحنى كورونا يومياً".

زابينا كنكارتس/خ.س

  • Deutscher Zukunftspreis 2018 | Team 2 | Schutz bei fehlendem Immunsystem (Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz)

    تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا

    "يخبو سريعاً"

    خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".

  • Symbolfoto Impfstoff (picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt)

    تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا

    خياران أمام مطوري اللقاح

    يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".

  • Corona Impfstoff wird gestestet. (picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann)

    تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا

    سباق عالمي

    تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.

  • Symbolbild Bluttest Antikörpertest Test Coronavirus (Imago Images)

    تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا

    جرعتان "أفضل" من واحدة

    وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.

  • Bosch entwickelt Corona-Schnelltest (picture-alliance/dpa/Bosch)

    تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا

    ضغط الزمن

    قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.

  • Symbolbild | Welt Bevölkerung (Imago-Images/Ikon Images/J. Ziewe)

    تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا

    جرعات معززة

    قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".


إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" trends "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??